تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قراءة في حدث .. العقل لا العاطفة فقط

آراء
الخميس 16-8-2012
د. اسكندر لوقا

التعامل مع هكذا معادلة في الحياة يتطلب العديد من مكونات المواطنة في أي مكان وفي أي زمان وقليلون هم الناس الذين يتخلون عن أنانيتهم لجهة الغيرية التي تجمعهم مع الآخرين،

وخصوصاً في مرحلة اليقظة التي تقتضيها ظروف معينة في داخل هذا المجتمع أو ذاك كما الظرف الذي تعيشه سورية في سياق محنتها الوطنية هذه الأيام.‏

إن التعامل مع هكذا معادلة عنيت معادلة القدرة على التفاعل يضع المرء على السكة التي يختارها وكلما كانت رؤيته واضحة دقيقة يستطيع الوصول إلى الهدف الذي ينشده بشكل أو بآخر ولأن التردد يندرج في هذا المجال أحياناً بل غالباً في بعض الحالات فإن فرصة التفاعل مع أي قضية قد تضيع إن لم تستثمر بشكل عقلاني والفرص المواتية كما نعلم قد لا تأتي ثانية.‏

لهذا الاعتبار يلعب التردد في حياة الناس دوراً سلبياً تزداد نسبته بمقدار ما يكون المرء فاقداً قدرته على التفاعل مع من هم حوله، ومن هنا ينصح المرء أن يعتبر نفسه جزءاً من كل لا كلاً من جزء حين يتجاهل المرء هذه المعضلة الاجتماعية ويعطي لنفسه حق تجاوز الآخرين، حينئذ عليه أن يبرر لهؤلاء أن يتجاوزوه وبذلك تزداد الهوة لا بين الفرد والفرد الآخر بل قد تتخطى تبعات هذه المعضلة الفرد وصولاً إلى أفراد المجتمع بكل أطيافهم.‏

إن التفاعل لا يعني من جهة أخرى أن يغمض الإنسان عينيه بمعنى أن يمضي على نحو المنوم مغناطيسياً لا يملك إرادة القول أو الفعل إلا بتوجيه أو إيحاء .‏

التفاعل هنا مع القضايا الوطنية خصوصاً واختيار الموقف منها سلباً أم إيجاباً مسؤولية حتمية تقتضي توافر عناصر اليقظة والوعي وصفاء النية وبطبيعة الحال، فإن القدرة على التفاعل مع الحدث ساعة وقوعه بتوافر العناصر المشار إليها لابد أن تؤتي أكلها في سياق اختيار الموقف الضامن لسلامة القرار والمنحى الأكثر إيجابية.‏

قد تبدو المعادلة مقبولة بنسبة ما عند فئة وغير مقبولة بنسبة ما عند فئة أخرى ولكنها من حيث المبدأ تطرح ذاتها بقوة على الواقع الذي يعيشه هذا البلد أو ذاك في ظروف معينة وله خصوصيته والمبدئية دائماً هي الضامن لصحة وواقعية أي قرار يتخذ في الشأن الاجتماعي أو السياسي من منطلق تغليب العقل على العاطفة، وإن يكن للعاطفة دورها في الحكم على الأمور المطروحة على النقاش في بعض الحالات ولكن بشكل لا ينبغي أن يقلل من قيمة الحكم عينه بأي حال.‏

iskandarlouka@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية