تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


افذة .. التكفيريون الجدد؟!

آراء
الخميس 16-8-2012
سليم عبود

أمن المشاعر قبل أمن الجسد

ما قيمة الحياة إذا كان الخوف هو كل ما تقدمه..‏

إذا كان الدم هو اللون الوحيد الذي يواجه العيون المسكونة بالرعب..‏

ما معنى الحياة إذا كانت أرواحنا وأسماؤنا وأجسادنا وأعراضنا ومستقبلنا وأحلامنا وعقولنا على لوائح القتلة ومذيلة بعبارة «الله أكبر»‏

لقد باتت أرواح السوريين «مدهوسة» بمشاهد القتل والترويع والدم وحكايات اغتصاب الرجال والنساء والأطفال وعمليات الذبح الوحشية تحت مسميات لم تعرفها البشرية في القرون الوسطى.‏

رأينا ورأى العالم كله كيف يذبحون شاباً وهم يكبرون ويهللون وكيف أفرغوا مئات الطلقات الحاقدة على شاب مقيد اليدين من الخلف..‏

مأساوية كل ذلك تتجلى في صيحاتهم (الله أكبر) وهم القتلة أعداء الله..‏

في مدينتنا اختطف هؤلاء شاباً كأي شاب يافع في هذا الوطن كان يبتسم للحياة ويحلم أحلاماً بسيطة نظيفة وطيبة.... تناوبوا على اغتصابه الواحد بعد الآخر عشرات المرات وقبل أن يقبضوا فدية لإطلاق سراحه حقنوه بإبرة مازوت ليموت في اللحظة الواحدة ألف مرة.‏

ما معنى تلك الوحشية في القتل والعنف والحقد ما معنى هذا الذبح والاغتصاب هل هي مبادئ السلفية؟! هل كان كل ذلك يحدث في زمن الرسول والخلفاء الراشدين؟!.‏

نحن نعرف في الدين أن المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه.‏

يبدو أننا أمام دين من نوع آخر ولكنه ليس الإسلام, وأمام إسلاميين من نوع آخر لكنهم غير المسلمين, يقول أحد مفتيهم إن هؤلاء يحلون (القتل، واللواطة، والاغتصاب، والذبح، وشرب المخدرات).‏

لا يخشى السوريون من جيل الكهولة وما قبل الكهولة وما بعد الشباب على أرواحهم المدهوسة بمشاهد الدم والقتل و..و..‏

(فقد تكسرت النصال على النصال).‏

بات خوفهم على أجيال كانت إلى وقت قريب تنسج أحلامها الوردية وتبتسم للحياة والناس والوطن والمستقبل, للأسف .. نحن اليوم أمام أجيال يحز أرواحها ومشاعرها من الوريد إلى الوريد سكاكين القتلة،‏

لا يمكن للجروح التي تحدثها تلك السكاكين أن تلتئم.‏

تشفى جروح الأبدان ولا تشفى جروح الأرواح.‏

أيها القتلة أنتم مهووسون بالقتل والتكبير وبخطب محشوة بعبارات أشد قتلاً للروح والمشاعر والأعصاب والعقول من تلك العبوات المحشوة بالمواد المتفجرة القاتلة التي تزرعونها في الطرقات والشوارع وساحات الوطن المزدحمة بالحياة لقتل الحياة.‏

منذ عقود ونحن نتكلم عن جرائم إسرائيل في فلسطين.‏

وعن الهجرة الكبيرة للفلسطينيين في عام 1948‏

أنا على يقين أن جرائم القتلة في سورية اليوم فاقت كل جرائم الصهاينة والنازيين, ماذا يريد القتلة.. السلطة؟!.. تعالوا إلى صناديق الانتخاب؟!.‏

إسلامية الدولة؟!.. في سورية من المساجد أكثر مما هو موجود من مساجد في كل بلدان العرب دفعة واحدة, ماذا تريدون، الجريمة، الاغتصاب، هدم الوطن، تطبيق قوانين الكفر والتكفير لن نسمح لكم باستهداف الأرض والعرض والإساءة إلى كرامتنا الوطنية والقومية والأخلاقية.‏

سنقاتلكم إلى يوم تقوم الساعة.‏

قتلانا شهداء لأننا ندافع عن وطننا وأعراضنا ومالنا وكرامتنا ووجودنا أما أنتم فترتكبون الجرائم .. تسفحون دماء المسلمين وغير المسلمين في هذا الوطن ونقطة دم عند الله أصعب عليه من هدم الكعبة التي يغتصب قداستها آل سعود..‏

من يحمل مهمة خدمة الحرمين الشريفين لا يعمل على تفريق المسلمين ولا على تمزيقهم إلى مذاهب وأطياف ولا على نشر مبادئ وأفكار لم يعرفها الإسلام والمسلمون في زمن الرسول والخلفاء الراشدين ولا يدفع بفئة مجرمة لقتل فئات من المسلمين وتسفيه معتقداتهم وأفكارهم ومقدساتهم.‏

هل بات الإسلام هو الوهابية.‏

هل مليار ومليون مسلم غير وهابيين باتوا كفرة وباتت دماؤهم حلالاً.‏

وأعراضهم مباحة.. من منح آل سعود الحق بتصنيف المسلمين إلى كفرة ومؤمنين، من منح أردوغان قاتل المسلمين في بلده وفي سورية وفي العراق وفي ليبيا بتحديد من هو المسلم المؤمن ومن هو المسلم الكافر.‏

نحن اليوم أمام قتلة يدعون الاسلام.‏

كيف لهؤلاء أن يفعلوا لو تسلموا السلطة؟!‏

كيف لهؤلاء أن يتحدثوا عن الحرية والإصلاح والديمقراطية؟!.‏

كيف لنا نحن في العالم العربي أن نكون موحدين في وجه الغرب وإسرائيل والصهيونية لاسترداد القدس والأقصى وفلسطين وآل سعود وحمد، والعثمانيون الجدد يعملون على تقطيع أوصال الأمة وأوصال الإسلام وبرغبات إسرائيلية وأميركية؟!.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية