|
مرايا اجتماعية إن المرأة إذا أرادت أن تجعل من الحلم حقيقة فعليها أن تقترب من وجدان زوجها، وتتعايش مع أحلامه لتعرف تصوراته وآرائه وتتآلف مع فكره.. وهذا كله يجعل من الزوجة تسكن فؤاد زوجها ولا تفارقه.. لكن هناك نجد صوراً لا يحبها الزوج في زوجته وتسبب المشكلات بينهما.. فالابتعاد يجعل ربان السفينة يرسو بها على شاطئ الأمان. نجد بعض النساء إذا حلت بهن مشكلة قمن بنشرها وإذاعتها بين الأهل والأصدقاء، بحجة المشورة أو الفضفضة عن النفس، ويقمن أثناء السرد بإخراج ما في جعبتهن من مساوئ الزوج (مع إخفاء المحاسن) فترستم في الأذهان صورة مشوهة لذلك الزوج المسكين، ما يؤدي إلى نفور الأهل والأصدقاء منه، وقد تعود المياه إلى مجاريها بين الزوجين ولكن الصورة السيئة لذلك الزوج تظل في الأذهان، كما أن كثرة الاستشارات والآراء في المشكلة قد تؤدي إلى تعقيدها، لأن كل من يدلي برأيه يكون بعيداً عن العواطف التي تربط الزوجين، كما أنها قد تؤدي إلى التندر بالمشتكية واتخاذها وحياتها الأسرية مصدراً للسخرية ولومها في غيبتها على إذاعتها لأسرارها.. ومن النساء أيضاً من تصب كل صغيرة وكبيرة في أذن أمها حتى تصبح الابنة آلة توجه برادار الأم فكأن الحياة حياة أمها وليست حياتها الخاصة... وقد فات الزوجة أن الرجل يريد أن يتعايش مع زوجته، وأن يتعامل مع عقليتها لا مع عقلية أمها.. وهذا من أقوى الأسباب التي تدفع الزوج إلى الهروب من البيت... فالزوجة العاقلة هي التي تحفظ أسرار بيتها، وتقوم بحلها بينها وبين زوجها، ولكن إذا تأزمت الحال ونفدت كل الخطط لها.. أن تلجأ لمن تثق به وبأمانته فتستشيرهم ومن المستحسن أن تعرض المشكلة على أنها لشخص ما دون البوح بخصوصيتها. يكد الزوج ويتعب لجمع قوت عائلته، وتأتي الزوجة لتضيع في ساعة ما جمعه الزوج في شهر، فزوجته قد رأت عند أختها أشياء تساوي راتب شهر لزوجها... والأطفال قد امتلأت خزائن ملابسهم بجميع الماركات العالمية... وهناك موديلات جديدة قد خطفت بصرها.. هذا كله والزوج المسكين ينظر إلى ماله وأجره الذي تعب وسهر في تأمينه لقادمات الأيام يتسرب من بين يديه ليصب في جيب غيره، وهو لا يستطيع أن ينطق بحرف اعتراض.. فهو إن اعترض أغرقته دموع زوجته ونكدها.. وإن أبدى وجهة نظر انطلق لسان زوجته يسقط كل رأي وليت هذا كله قد أسكن نفسها ومالت إلى زوجها بكلمة شكر.. ولكن عدم القناعة وشراهة الاقتناء لكل ما هو جديد زرعت في داخلها القلق فهي دوماً عابسة ساخطة على مستواها المعيشي.. وهذا يكفي لعدم الحياة الزوجية. الغيرة في الحياة الزوجية أمر مطلوب من كلا الطرفين، فهي دليل على الحب، فهي تشعر الطرف الآخر بمكانته، ما يثري العلاقة الزوجية وينميها.. هذا إذا كانت الغيرة تسير في مسارها الطبيعي.. أما إذا تعدته إلى تكبيل الآخر بالقيود والحد من التصرفات الشخصية والسؤال عن كل كبيرة وصغيرة... وأخيراً الوصول إلى مرحلة الشك التي تدفع صاحبها إلى تتبع وتصييد الأخطاء، فيتحرك الخيال المريض ويمد صاحبه بصورة وهمية ليس لها أساس في الواقع... فهي غيرة حمقاء ومذمومة وكثيراً ما تقع الزوجة نتيجة عاطفتها الفياضة في شباك مرض الغيرة، فما أن تنبس شفاه زوجها باسم امرأة في موضوع عارض، إلا ويصور لها خيالها أن بين صاحبة الاسم وزوجها علاقة.. وتبدأ في مراقبة حركاته وسكناته والإتهامات الصريحة لزوجها.. وأمام هذه الغيرة يشعر الزوج أنه سجين محاصر، فيحاول الهروب من هذا الجحيم.. وبهذا تكون الزوجة قد هدمت بيتها وحرمت نفسها السعادة التي تصبو إليها... وتعتقد المرأة التي تتصيد خطوات زوجها أن الفضل في ذلك يعود إلى ذكائها وهي لا تدري أن ذكاءها هو أول ما يذهب عنها إذا اشتدت غيرتها..!! |
|