تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عيد التسامح والمحبة ..

حديث الناس
الخميس 16-8-2012
قاسم البريدي

ونحن على أبواب العيد نسأل : هل نعرف معانيه وأهدافه أم نسينا وتناسينا ذلك ؟..إنه طاقة روحية لا تعوض لشحذ الهمم لمرحلة جديدة من التسامح والمحبة ..وما أحوجنا إليه لنغسل أنفسنا من الأخطاء ..فأي عيد والدم السوري ينزف .

أين العقل لنعرف ماحل بنا من خراب ونستيقظ على واقعنا وعلى مستقبلنا ومستقبل أبنائنا ..من كان يتوقع أننا سنفقد الأمن والأمان في لحظة من اللحظات ونحن كنا من نفاخر به الدنيا كلها..من كان يتوقع أن “السوري” قد يؤذي أخاه السوري قصدا أو دون قصد دون أن يسأل لماذا ..بعدما كانت سورية رمزا للتعايش الرائع بين أبناء شعب واحد يضم مختلف الديانات والثقافات لوطن عرفه الجميع بأنه وطن كل إنسان على وجه الأرض .‏

إنها الفتنة والأطماع الخارجية التي تستغل سذاجة بعضنا وأخطاءنا الأنانية هنا وهناك لتنفذ مآربها وتمزقنا حسب مزاجها ومصلحتها ...والحل بأيدينا أولا وأخيرا ..فهل يستيقظ الوعي في عيد المحبة والتسامح ..؟‏

لنتق الله يا إخوتنا ويا أبناءنا ويا آباءنا وأقرباءنا وأحبتنا وجيراننا وأصدقاءنا فنحن بلد الإنسانية والحضارة بلد الخير والنعم ومهد الرسالات السماوية فلنبادر ولنعمل وبأسرع وقت لوقف نزيف كل قطرة دم لا تعوضها كنوز الدنيا ..‏

ولنترحم على شهدائنا ولنفتح قلوبنا ونطلق الحوار الشجاع النابع من القلب حول بناء مستقبل أكثر إشراقا لوطننا الذي نعشقه..ولنعمل يدا بيد ولنبارك الجهود التي تريد عودة الحياة لطبيعتها الصافية كما كانت وأكثر من خلال استكمال الإجراءات المتخذة رسميا وشعبيا لمتابعة أوضاع بعض المواطنين المهجرين والوافدين إلى محافظات أخرى أو خارج حدود الوطن وتقديم المساعدات والاحتياجات لهم ونشجعهم ليعودوا إلى مساكنهم بعد إصلاح شوارع أحيائهم وتنظيفها وعودة الهدوء إليها .‏

وسورية التي كانت العون لأشقائها في المحن ‏ هي الأكثر صمودا ومقدرة على تجاوز الأزمة الطارئة عليها وتحقيق المصالحة بين أبناء شعبها وإعادة الأمن والاستقرار لكل المناطق دون استثناء.. فلا كرامة للسوريين إلا على أرضهم وبين أهلهم ولا مستقبل للسوريين إلا بالمحبة والتسامح ومنع تدخل الآخرين بشؤونهم الصغيرة والكبيرة .‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية