|
حدث وتعليق سواء تلك التي دعت إليها جامعة الأنظمة العربية, أو التي حشد لها أعداء الشعب السوري في أكثر من عاصمة تحت مسميات وأشكال مختلفة استجابة للاملاءات الأميركية والصهيونية بهدف إضعاف سورية باعتبارها تمثل رأس الهرم المقاوم والممانع في المنطقة. فالهدف الأساسي للقمة المشبوهة في الزمان والمكان كان من أجل محاولة تشديد الحصار على الشعب السوري وتضييق الخناق عليه أكثر, وإلا فكان الأولى أن تكرس القمة جهودها للبحث في الانتهاكات الخطيرة التي يمارسها النظام السعودي بحق شعبه الذي يطالب بأبسط حقوقه المشروعة, في الحرية والتعبير, وإطلاق سراح أكثر من 30 ألف سجين رأي يقبعون في زنزانات النظام, فضلا عن مطالبته بإيجاد مساكن صحية للكثيرين بدلا من منازل الصفيح التي تتهاوى مع كل هبة رياح. وكان الأولى من القمة أيضا أن تناقش المحنة التي يمر بها الشعب البحريني الذي يتعرض لأبشع أنواع القهر والقمع والتنكيل من قبل نظام آل خليفة, طبعا دون أن ننسى معاناة الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال, وتعامي بعض الأنظمة العربية والإسلامية المقصود عن الجرائم الإسرائيلية بحقه, هذا فضلا عن تسخير الجهود لحل قضايا الفقر والجوع والمرض التي تئن تحت وطأتها الشعوب العربية والإسلامية نتيجة استنزاف الدول الاستعمارية لمواردها الاقتصادية وثرواتها الطبيعية من خلال تحكمها بقرارات الدول التابعة لها والمنضوية تحت عباءتها, واستفراد شركاتها بنهب خيرات تلك الشعوب. القمة كان من الممكن أن تكون استثنائية لما فيه خير ومصلحة الشعوب العربية والإسلامية لو أنها أصغت للدعوات العقلانية والمتزنة التي أطلقتها بعض الدول المشاركة كالجمهورية الإسلامية الإيرانية, ولكن على ما يبدو أن التدخل الأميركي والغربي غير المسبوق في قضايانا العربية والإسلامية, قد وجد مناخا خصبا للتغلغل في شؤوننا الداخلية بعدما ارتضت بعض الأنظمة العربية والإسلامية أن تكون مطية لتنفيذ أجندات ومخططات الدول الاستعمارية دون أي حساب لمصالح شعوبها وتطلعاتهم, لا بل أن البعض »العربي« أصبح ينوب عن الأعداء في إشعال الفتن, وفرض عقوبات تطول لقمة عيش المواطنين كما هو حاصل في سورية اليوم, ويبقى السؤال: إلى متى ستبقى تلك الأنظمة والحكومات في سباتها, وفي غفلة عن مصير ومستقبل شعوبها . |
|