|
كواليس قرأت لأحد محبي دمشق على صفحته في شبكة التواصل الاجتماعي: « مالنا ومال العروبة.. فهي لم تجلب لنا إلا الويلات والمواجهات الحادة، لماذا لانتفرغ لأمورنا، وقضايانا الوطنية؟ ماذا جنينا من العروبة سوى ما أصابنا في الماضي، ويصيبنا اليوم؟ يقولون في الأمثال الشعبية «النافذة التي تأتيك منها الريح، أغلقها واسترح» مثل هذه الكتابات رغم وطنية أصحابها.. تصب في مجرى الحاقدين على سورية دون أن يدري أصحابها.. إن حسن النيات في هذا السياق لايعفي من اللوم، ولا يمنح الوطن قوة.. فالمواقف التي تنتجها ردود الفعل في هذا السياق، خاطئة، ومتسرعة، و تفتقر إلى القراءة الحقيقية للعلاقة بين محورية سورية وعظمتها ودورها والعروبة، لو كانت العروبة في سورية مجرد حالة مظهرية لما واجهت سورية هذا العداء، ولو لم تكن المواقف العروبية للدولة السورية مؤذية لأعداء العروبة، وتشكل مشروعا مواجها لمشاريعهم التفكيكية، والمذهبية، والسياسية، لما توحدت أحقادهم على سورية. هم يريدون الوصول بنا إلى اقتلاعنا من انتمائنا، ومواقفنا، وحماسنا وثوابتنا.. عبر ردود الفعل سواء على صعيد العروبة، أو على صعيد مواقفنا من مشاريع الغرب، والصهيونية. يقول الرئيس بشار الأسد: لو تخلينا عن انتمائنا القومي والعروبي، لما كانت لهم معنا مشكلة،.. إن مشكلة سورية مع أعدائها، ومشكلة أعدائها معها هي انتماؤها القومي العروبي، ورغم كل مايواجهنا، سنظل متمسكين بانتمائنا العروبي والقومي .» القراءة الدقيقة للواقع تقول: «سايكس بيكو» مشروع استعماري فرنسي انكليزي يقوم على فكرة تفكيك العرب جغرافيا، وتغليب الحالة القطرية على الحالة القومية، وخلق تاريخ خاص بكل قطر عربي،وحاكم عربي، لتهديم فكرة الانتماء إلى الأمة. فالوهابية، والإخوانية، حركتان سياسيتان بغطاء ديني لتدمير فكرة العروبة، وفكرة انتماء العرب إلى امة واحدة..وهما من إنتاج العقل البريطاني الاستعماري.. والجامعة العربية، فكرة بريطانية، لجعل العرب متمسكين بالحدود التي صنعتها سايكس بيكو. وكذلك...الأنظمة الملكية والمشيخات، صناعة استعمارية لمحاربة أي دعوة لوحدة الأمة فأكثر تلك الأنظمة حقدا على العرب والعروبة، النظام السعودي الوهابي. إن إقامة الكيان الصهيوني في فلسطين لم تكن الغاية منه جمع شمل اليهود كما يقال عبر وعد بلفور،وإنما، قيام كيان مصطنع في قلب العالم العربي يمنع العرب من بناء وحدتهم وتاريخهم.. كما جاء في رسائله « لورانس» إلى الخارجية البريطانية عام 1913. «لاتحدثني عن الدول العربية، حدثني عن مصر وحدها..» وكان كيسنجر يخطط لالغاء هذا الرابط الذي نجح في جمع العرب حول حرب عام 1973، ومن اجل الا تتكرر تلك اللحمة العروبية ثانية، جاءت التعليمات لتحوبل الصراع من صراع عربي إسرائيلي إلى صراع عربي عربي، ومن ثم عربي فارسي، وتطور إلى صراع مذهبي سني شيعي. إن عروبة سوريا ليست شعارا سياسيا صنعه حزب ما.. هي نبض صنعه التاريخ، ثمة من أطلق على تلك العروبة المتأججة أصالة وعمقا في التاريخ والثقافة بـ «العروبة الشامية» ليس لتحجيم مساحة تلك العروبة في الجغرافيا، وإنما لإعطائها سمة ثقافية وحضارية اتسم بها العروبيون في بلاد الشام ومنحوها كثيرا من الألق الوطني، والإنساني والثقافي. أي أنها نتاج مجموعة من التلاقي الثقافي والحضاري والإنساني والوجداني،تمثل في البابلية، والآشورية، والكلدانية، والسريانية، والفينيقية، والكنعانية، والمسيحية، والإسلام، فكانت تلك الشعلة التي توقدت في حياة الامة، ومازالت تشكل خوفا لإدعاء العروبة: يقول شمعون بيريز «إن الخطر على إسرائيل يأتي دوما من الشمال» فقيل له لماذا «الشمال» قال: «لأن الشمال ويقصد الجبهة السورية، في ثقافته أن فلسطين ارض عربية، وقضية فلسطين قضيته» ويقول في مؤتمر برشلونة «لن نستطيع الدخول إلى جسد المنطقة إلا إذا نجحنا في تدمير الثقافة التي تقوم على أن العرب امة واحدة» |
|