|
ثقافة المناسبة مهرجان «إشراقات» الأدبي الذي يقيمه الاتحاد الوطني لطلبة سورية أريد للموضوع أن يكون ندوة ولكنه تحول إلى مهرجان داخل مهرجان، تداعيات وذكريات «قضايا كبيرة وصغيرة»، الإبداع شروطه ومناخاته، العائلة ومؤسسة الأسرة وموقع المرأة الأديبة في كل ذلك. وكل من هذه القضايا تحتاج لندوة خاصة، ضاق الزمان بها... الأديب حسن م يوسف قدم الأديبات مضيئاً تجربتهن الإبداعية مفصلاً حصيلة كل منهن وترك لهن الحديث. أنيسة عبود: الكتابة مشروع حياة أنا هي الكتابة.. بهذا الوضوح وهذه الجرأة قدمت الأديبة أنيسة عبود نفسها وتتابع، أكتب لأن لدي مشروعاً.. صرخة.. هدفاً.. فالكتابة مشروع حياة.. الكتابة وجودي وكينونتي أنا.. موجودة في النص مهما ابتعدت..فالكتابة عري وفضح وأنا أتعرى داخلياً أمام القارئ من هنا كما تقول: فالنساء كنا يخفن من الكتابة.. ومن هنا أيضاً حوكم بعضهن لأنهن اقترفن إثم الكتابة. والكتابة برأي الأديبة ليست على الطرف الآخر للرجل، ففي نصها هناك رجل وامرأة تطحنهما الحياة.. وهي تنحاز للمرأة لأنها تعاني أضعاف ما يعانيه الرجل والكتابة عند المرأة تعني أن تتصدى لبعض الموروث الديني والاجتماعي المنحاز للرجل وحول التشابه بين ما تكتبه المرأة والرجل وأشارت الأديبة أنها الآن تفاخر بوجود فوارق بين ما تكتبه وما يكتبه الرجل رغم أنها في بداياتها كانت تعتبر التماثل مفخرة لها. والكاتبات لهن معاناتهن من القوانين الذكورية واللغة الذكورية أيضاً وجيل الكاتبة تمرد على هذه اللغة ويعنيها المرأة المثقفة المختلفة لا المرأة المخالفة. أما عن وجود أدب رجالي وآخر نسائي قالت الأديبة: هناك أدب فقط وراءه ذات مبدعة ذات بصمة خاصة لا تشبه أحداً، فالإبداع هو بصمة الروح وأي امرأة كاتبة تظلم نفسها عندما تتحدث عن نفسها وكأنها ضمن جماعة. ماري رشو: كتبت باسم مستعار دخلت إلى عالم الأدب متأخرة (بعد سن الأربعين) كان لدي خواطر وما يشبه الشعر والمشاعر وما كان يمنعني من الخروج للعلن هو الخوف (كنت أخفي وأمزق أوراقي) وكنت اعتقد أنه من العار أن أظهره للآخرين وبطريق المصادفة دخلت عالم النشر وباسم مستعار هو ماري ميخائيل وهكذا وقعت في المصيدة وكان علي أن أواجه هذا الرعب.. وتتابع الأديبة قائلة: ثقافتي اجتماعية إنسانية والقراءات أيام المدرسة والمراهقة وبشكل نهم، الآن أنا مقلة بالقراءة وحين صدر اسمي لأول مرة أحسست بالمسؤولية ومن لديه شيء سيظهر وبأي طريقة لكنها وكما تقول لا تفهم النقد.. أما عن استخدامها لكلمة «توليدو» في ثلاثيتها وعدم استخدامها للمفردة العربية «طليطلة» فأشارت إلى أن العمل يتحدث عن بلد في اميركا بهذا الاسم وليس عن طليطلة العربية في الأندلس /اسبانيا/ والعمل يتحدث عن الجوانب الإنسانية لهذا المجتمع الأميركي وفيها شخصيات من كافة فئات هذا المجتمع. هيفاء بيطار: الكتابة بموضوعية الطبيب أنا أمارس الطب بعين الكاتبة وأمارس الكتابة بموضوعية الطبيب بهذا التلخيص البسيط والواضح اختصرت الأديبة هيفاء بيطار تجربتها معبرة عن سعادتها بهذا الزواج الناجح جداً بين كونها طبيبة وأديبة. ولأنها لم تكن تعرف موضوع الندوة كما قالت فقدمت شهادة عن روايتها الجديدة (هوى) التي ستخرج فيلماً سينمائياً، وهوى رواية عن الفساد أو رواية الفساد الذي يمد خلاياه السرطانية داخل المجتمع.. والموضوع ليس غريباً عن إبداع الكاتبة لكنها اكتشفت على حد تعبيرها أن ما قامت به ليس سوى تدريبات لكتابة (هوى) وذلك عبر طرح الفكرة ذاتها في أكثر من قصة لكن ذلك لم يشف غليلها لتفقأ دملة الفساد، ولحظة تدفق الرواية كان سجن ممرضة، بتهمة سرقة أدوات طبية والأديبة كما روت تعرفها شخصياً قامت بزيارتها ورآت ألم الخزي والعار... لقد وقعت في الفخ ويومها كتبت 40 صفحة من الرواية دفعة واحدة. الأديب حسن م يوسف توجه بالشكر لمن قصر في إبلاغ الأديبات بموضوع الندوة الأمر الذي انعكس ايجاباً عليها كما قال، معبراً عن سعادته بوجوده بين ثلاث هلاكات جميلة، فالمرأة برأيه ليست نصف المجتمع فقط بل هي إناء الخلق والأدب والمرأة موضوع كبير وميزته أنه يعطي للجميع الحرية في التدفق.. فكيف لك أن تعانق العالم إلا بقلبك؟! الأدب النسائي.. «طاحش»! المداخلات تعددت وتشعبت بين قضايا متعددة بين من اعتبرت الأدب النسائي «طاحش» وهيفاء بيطار التي اكتسبت بجدارة لقب المشاغبة من مدير الندوة تطوعت للرد والجواب أكثر من مرة وخاصة في موضوع تأخر الكاتبات في الكتابة بسبب الطلاق والهجر والخلاص من الأسرة وظلم الرجل، فهي ذكرت معلومة اعتبرتها (حيادية) عرفتها من خلال مشاركتها في مؤتمر بالقاهرة. بمناسبة مرور 100 عام على وفاة قاسم أمين، فمن أصل 200 مبدعة من مختلف اصقاع العالم كان 160 منهن مطلقات، أليس لذلك دلالة؟! بهذا السؤال الكيدي ختمت مداخلتها حول الإعاقة التي تمثلها مؤسسة الأسرة للأدب فوراء كل مبدعة جرح وهي ليست مسؤولة عن ذلك. الأديبة أنيسة عبود تحدثت عن كيفية تمكنها من القيام بما انجزته قائلة: تحولت إلى مجموعة من النساء والأم لا يغفر لها أبداً تعبت كثيرا فارقت الكثير من أصدقائي ما أكثرني مزدحمة بنفسي. الأديب حسن م يوسف أشار إلى أن مجتمعنا لا يسمح بنجاح المرأة وخاصة إذا كانت جميلة مؤكداً أنه لن يغفر لسعدي يوسف صمته حيال اتهام أحلام مستغانمي بأنه من كتب لها مشيراً إلى أن المبدعات يحصدن الاكتئاب. هيفاء بيطار أشارت لوجود قراءة تلصصية لأدب المرأة مؤكدة أنها ليست امرأة من طابقين، فهناك لبس فظيع بين المرأة المتحررة والمرأة المتخيلة مؤكدة وبحسم أن الحل الوحيد هو الاستمرار. |
|