|
ساخرة كانت ساحتها قرية ابل السقي - وهي قرية الأستاذ الراسي - وذهب ضحيتها ثلاثة عشر قتيلاً من أبناء القرية، فتشتت سكانها عندئذ كيفما وأينما قادتهم أرجلهم. وعندما استقرت الأمور أخذوا يعودون أفواجاً وأفراداً وكنت أنا - سلام الراسي - واحداً منهم. وحدث أن سألت أحدهم مجاملة و«استطماناً»: أين هربت ساعة المعركة؟ فانتفض وقال: عليم الله أنا ما هربت، بس «انحدفت» صوب حاصبيا! يتابع الأستاذ الراسي قائلاً: أعجبتني كلمة «انحدفت» هذه كثيراً، ورويت القصة في ما بعد إلى الشيخ سعيد تقي الدين الذي روى بدوره قصة رجل من إحدى القرى اللبنانية، تشاجر مع جماعة من جيرانه، وعندما سأله الشيخ سعيد عن القضية، قال: «شي ما بينطاق يا شيخ سعيد، ظلوا يتبهوروا ويشلقحوا حكي، حتى «تجمهرت» بالتالي وهجمت». وقال الشيخ سعيد - وكان كاتباً معروفاً -: لو جمعنا علماء اللغة العربية كافة لما استطاعوا أن يجدوا أبلغ من كلمة «انحدفت» وكلمة «تجمهرت» لمثل هاتين المناسبتين، وابتسم الشيخ سعيد وأضاف: أغلب الظن أن قائلي هاتين الكلمتين ينتميان إلى نفس المعشر والعشيرة. |
|