|
ساخرة وهو كما يعرف به الزركلي في «الأعلام»: عبد الملك بن قريب (122 - 216 هـ = 740 - 831 م). ويقول: إنه راوية العرب، أحد أئمة العلم باللغة والشعر والبلدان، مولده ووفاته بالبصرة، وقد كان الأصمعي يقول: أحفظ عشرة آلاف أرجوزة. له مؤلفات كثيرة، منها: الإبل، الخيل، خلق الإنسان، شرح ديوان ذي الرمة. سماه هارون الرشيد: شيطان الشعر، وقال عنه الأخفش: ما رأينا أحداً أعلم بالشعر من الأصمعي. ويحكى أنه كان يشكو من ألم في ركبته، ويتضايق كلما اضطر أن يطوي رجله في المجالس الخاصة، أو أمام أصحاب المقامات والكرامات. وفيما كان جالساً في أحد الأيام، بين أهله وذويه ماداً رجله دون تكلف، دخل عليه رجل غريب، وقال: إنه جاء ليسأله بعض الأسئلة المهمة، فتهيب الأصمعي وطوى رجله على مضض احتراماً للرجل القادم. فقال الرجل: إني أسألك ماذا يكون موقفك إذا حادثت عالماً؟ فأجاب الأصمعي: أعطيه حقه ويعطيني حقاً، فإن العلماء لايختلفون على الحقيقة. فقال الرجل: وإذا حادثت رجلاً، لم تكن تعرف سلفاً أعالماً كان أم جاهلاً؟ فأجاب الأصمعي: أترك الحديث له أولاً لأعرف مقدار علمه من علمي، ويكون بعدئذ لكل مقام مقال. فقال الرجل: وإذا كان الرجل جاهلاً فماذا تفعل؟ فمد الأصمعي رجله وقال: أمد رجلي، وأحمد الله. |
|