تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نقطة انعطاف في الصراع العربي- الإسرائيلي

شؤون سياسية
الخميس 21-5-2009م
وائل ديوب

للمرة الأولى منذ النكبة الفلسطينية وإنشاء الكيان الإسرائيلي، حلقت طائرات إسرائيلية استعراضية فوق المسجد الأقصى المبارك

وقامت برسم أشكال تتعلق باحتفالات اليهود بذكرى مايسمى الاستقلال وشعارات تلمودية تتعلق بالهيكل المزعوم.‏

وبهذه المناسبة أطلق عدد من حكام إسرائيل تهديدات ضد الفلسطينيين ودول المنطقة، أكدوا فيها استعداد إسرائيل لخوض أي حرب في القريب أو في المستقبل «بلا هوادة».‏

فقد قال رئيس الكيان الإسرائيلي شمعون بيريز في واشنطن: إن إسرائيل تسعى إلى تحقيق السلام مع الفلسطينيين وباقي دول المنطقة من موقع القوة الذي تؤمنه قدرتها العسكرية، مضيفاً إن الجيش الإسرائيلي موجود للدفاع إذا لزم الأمر وللسلام إذا كان ذلك ممكناً، مشيراً إلى أن قوة الجيش تعتمد على الحلفاء مثل الولايات المتحدة ليضمنوا بقاءه دائماً متطوراً تكنولوجياً.‏

وأكد وزير الحرب إيهود باراك أنه لن تكون هناك أي جهة في العالم تتجرأعلى تدمير وإبادة إسرائيل، وقال في الوقت نفسه: ينبغي على إسرائيل أن تسعى لتحقيق سلام شامل في المنطقة خلال ثلاثة أعوام، مضيفاً إن إضاعة فرصة حل الدولتين ستجعل العالم بأسره يصرف النظر عن هذه الفكرة، وربما سنرى أنفسنا أمام دولة واحدة لشعبين وهذا في حد ذاته خطر حقيقي على الشعب اليهودي.‏

من جانبه قال قائد هيئة الأركان العسكرية جابي اشكنازي خلال افتتاح مايسمى يوم إحياء ذكرى قتلى الجيش الإسرائيلي «إن التهديدات ضد دولة إسرائيل لم تنته بعد، مضيفاً إن جيشه على استعداد لخوض أي معركة في القريب أو مستقبلاً.‏

وكان قد شدد في مؤتمر الجيش السنوي الذي عقد منتصف شباط الماضي على أنه خلال عام 2009 ستنضج تحديات أمنية معقدة ستلزمنا أن نكون على أهبة الاستعداد.‏

بدوره أعرب وزير الخارجية المتطرف أفيغدور ليبرمان عن موقف متشدد ضد فصائل المقاومة الفلسطينية، وقال في بيان أصدرته الوزارة إنه ومنذ السبعينيات تحولت السفارات والقنصليات الإسرائيلية في كل أنحاء العالم إلى هدف مفضل للمنظمات الإرهابية، وأضاف : إن حجم التهديدات ضد إسرائيل لم ينخفض، بل ازداد.. ولكن في نهاية المطاف ستكون أيدينا هي العليا بالتعاون مع دول العالم الحر، وسنواصل محاربة الإرهاب المحلي والعالمي بلا هوادة.‏

وفي سياق هذه التهديدات يجب الإشارة إلى أن إسرائيل تعدّ لإجراء تدريب على إنذار غير مسبوق في تاريخها في مطلع حزيران المقبل يشمل كل كيانها وذلك لمواجهة حرب محتملة أوتساقط مئات الصواريخ عليها واختبار إجراءات إنقاذ الإسرائيليين، حيث ستتم دعوة كل الإسرائيليين للتوجه إلى الملاجىء.‏

وسيكون هذه التدريب أكبر مناورة في تاريخ إسرائيل وسيطلق عليها اسم «نقطة انعطاف3» هي الحلقة الثالثة في سلسلة بدأت عام 2007 الذي شهد تنفيذ «نقطة انعطاف1» وتواصلت عام 2008 مع «نقطة انعطاف 2»، وأن الغاية المعلنة لهذه المناورات التي توصف بالعملاقة هي رفع حال الجاهزية القومية الإسرائيلية وتعزيزها استعدادا ًلحصول مواجهة عسكرية تكون فيها الجبهة الداخلية جزءاً من ساحة القتال.‏

ماتان فلنائي نائب وزير الدفاع في حكومة أولمرت قال: إن الهدف من المناورة هو إدخال الجمهور الإسرائيلي في ثقافة الطوارىء وكأن الحرب تندلع غداً، وعلى كل إسرائيلي أن يعرف أنه في الحرب المقبلة قد يسقط الصاروخ في ساحة بيته.‏

وتختصر عبارة «دولة كاملة ستتدرب لمدة خمسة أيام» التي تفوه بها فلنائي،الحجم الفعلي للمناورة التي ستشمل الكيان الإسرائيلي بأكمله.‏

في موازاة ذلك كتب محلل الشؤون الاستراتيجية في «يديعوت أحرونوت» رونين بيرغمان: «إن الادعاء القائل بأن الأسلحة النووية هي لأهداف سلام» لا أساس له من الصحة، مدللاً على ذلك باقتباس من كتاب الخبير الإسرائيلي افنير كوهين، الذي يعيش في الولايات المتحدة الأميركية، والذي أكد في كتابه « إسرائيل والقنبلة» أن العقل المدبر الإسرائيلي الذي أنشأ البرنامج النووي الإسرائيلي، دافيد ارنيست بيرغمان، كان قد صرح «أن السلاح النووي يسير في اتجاه واحد وهو اتجاه الحرب، وأنه لاتوجد أسلحة نووية للسلام وأسلحة نووية للحرب، الأسلحة النووية هي للحرب فقط».‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية