تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أوباما يطيح بثلاثة وزراء دفاع .. فأين المشكلة ؟

متابعات سياسية
الأحد 7-12-2014
فؤاد الوادي

طرح رئيس لجنة الخدمات والتسليح في مجلس النواب الأميركي هوارد ماكيون تساؤلاً قد يكون مشروعاً إلى حد ما، رغم أنه يحمل في طياته الكثير من الخبث والحقد

على خلفية استقالة وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل دعاه فيه الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى أن يتساءل عما إذا كان الوزراء هم السبب أم هو شخصياً عندما يقوم بتغيير ثلاثة من وزراء الدفاع على مدار ست سنوات .‏

قد يكون تساؤل النائب ماكيون متأخراً و متأخراً جداً بعد كل تلك الأخطاء والعثرات والنكسات والهزائم التي طبعت السياسة الأميركية خلال ست سنوات من إدارة الرئيس أوباما كانت متخمة بالويلات والحرائق التي لا تزال ألسنتها مشتعلة مستعرة، والتي أطاحت حتى اللحظة بثلاثة وزراء دفاع بالإضافة إلى تجميد عدد كبير من الوزراء والنواب والمستشارين الذي جمعهم رفض سياسة أوباما وخططه ومشاريعه، لكنه بالتأكيد هو حاجة ملحة وضرورة ليس للأميركيين فحسب، بل لشعوب العالم قاطبة انطلاقاً من تلك التداعيات الكارثية لسياسة هذا الرجل التي ضربت ارتداداتها معظم دول العالم قاطبة.‏

المؤكد أن (استقالة ) هاغل التي أجبر على تقديمها بحسب الكثير من التقارير والتسريبات الإعلامية نتيجة لضغوط هائلة مارسها عليه الرئيس أوباما والكونغرس الأميركي ستزيد من ورطة إدارة أوباما، كونها تأتي في وقت حرج واستثنائي للغاية تعاني فيه الأخيرة الكثير من الشروخات والتصدعات التي عصفت بها مؤخراً على خلفية الحرب التي تشنها الولايات المتحدة و حلفاؤها على سورية، والتي ارتفعت وتيرتها بشكل لافت على إثر إعلان الرئيس أوباما استراتيجيته المزعومة لمحاربة الإرهاب، والتي بدت على شكل فوضى وعشوائية مفرطة في التصريحات والمواقف، كانت تصل في بعض الأحيان إلى حدود التناقض الصارخ داخل أركان الإدارة الأميركية.‏

في خلفيات الكواليس التي لم يرشح منها حتى اللحظة إلى القليل القليل بانتظار تكشف المزيد من الحقائق خلال الأيام القليلة القادمة، فإن إطاحة هاغل غيض من فيض تداعيات سياسة الرئيس أوباما المخيبة للآمال التي عكستها حالة الانقسام الواضحة بين أركان الإدارة الأميركية، الأمر الذي كان سبباً في ظهور فجوة كبيرة بين الطاقم السياسي برمته بدءاً من الرئيس الأميركي وانتهاء بمعظم الوزراء و المسؤولين والسياسيين داخل أروقة البيت الأبيض وداخل الكونغرس الأميركي بمجلسيه.‏

الرئيس الأميركي وحسب الناخب الأميركي لم يفِ بأي من وعوده حيث طبع أداؤه التردد والغموض وعدم القدرة على اتخاذ القرار بشكل حاسم، الأمر الذي هوى بشعبيته إلى مستويات غير معهودة من قبل، ما يثير استفزاز وحنق وزرائه وأركان إدارته الذين كانوا يُظهرون هذا علانية أحياناً وخلف الكواليس أحياناً أخرى .‏

غير أن السبب الرئيس الذي أدى إلى تأجيج وتعزيز مشاعر الغضب والرفض والكره لأوباما وسياسته من قبل الدائرة التي حوله يعود بشكل رئيس وأساسي إلى تلك الطريقة التي أدار بها الرئيس أوباما أحداث ما سمي زوراً وبهتاناً بـ (الربيع العربي ) لما طبع تلك الطريقة من التردد والتخبط والعجز عن التقدم وتحقيق أي نجاح، هذا بالإضافة لغياب القدرة على اختيار بعض حلفائه وأدواته الذين تمردوا عليه ودخلوا معه في بازار المصالح والمكاسب والأجندات المتضاربة في أوقات حساسة جداً لا تحتمل النقاش والمفاوضات والبازارات، ولعل الأزمة السورية كانت هي المنعكس الأبرز للخلافات والانقسامات داخل أركان الإدارة الأميركية تلك الخلافات التي بلغت ذروتها اثر إعلان الرئيس أوباما عن استراتيجيته المزعومة لمحاربة الإرهاب وما تبعها من خلافات وانقسامات بين حلفاء الولايات المتحدة حول طريقة وإدارة تلك الحرب التي تستفرد الولايات المتحدة بكامل محاورها وخياراتها.‏

صحيفة (لوس انجليس تايمز ) الأميركية رأت تعليقاً على استقالة وزير الدفاع الأميركي أن هاغل أقيل من منصبه، وأن استقالته أتت نتيجة ضغوط مارسها البيت الأبيض عليه؛ لكي يفسح المجال أمام قيادة جديدة في البنتاغون تحقق له انجازات عسكرية على الأرض لم يستطع تحقيقها، مضيفة أن طريقة التعاطي الأميركي إزاء محاربة تنظيم داعش الإرهابي وطريقة مواجهته، هما ما أجج الخلاف بين أوباما وهاغل وأدى إلى إزاحة الثاني.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية