تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بوح شــــتائي..!!

رؤية
الاثنين 8-12-2014
سعاد زاهر

ليس كأي شتاء آخر.. بردها الآن.. داخلي، يعمق وجع المآسي..

صباحاتنا الشتائية الرمادية ليست مثالا مقنعا.. لحياة حلمنا بها يوما وانتظرناها.. !‏

شتاؤنا في سنته الرابعة اناته مخنوقة، مذهولة لاتصدق أي شيء مما حدث..‏

لم يعد يشغل البشر، التعبير عن مشاعرهم، استراق اوقات حميمية لفضفضة مكنوناتهم..‏

لم يعد يشغل ناسنا هنا.. سوى أغلال المآسي التي تزداد يوما.. ربما سيأتي يوما يتلاشى البشر وتبقى تلك الملمات التي تلتهم الجميع.. !‏

ليتها حالة عبثة.. لكانت انتهت من زمن..؟‏

ليتها مجرد صعوبات وتمضي..‏

ليت الامر مجرد امتحان.. لكنا اجتزناه..‏

أحقا.. هو القدر.. ؟!‏

وان كان كذلك.. هل من فرصة للنفاد..؟‏

الخارجون باكرا من بيوتهم.. تبدو على محياهم سكينة غريبة.. وكأنهم يفرون عمدا من تلك البيوت المصقولة حزنا.. الخاوية حتى ولو امتلأت.. وحين ندخلها.. ونحن ننتقل وسط العتمة نبدو كأشباح فقدت وجهتها.. فنهرب منها سريعا..‏

ان تحظى بفرصة ان تكون اول السائرين يوميا على دروب دمشق.. تشعر بأناتها العميقة.. وكأنك تلتقط انفاسها وهي تلملم آخر شهقات بكائها المرير ليلا..‏

ربما تريد ألا يراها أحد.. !‏

دموعها.. تسقط تلقائيا.. نراها منسكبة عبر تلك الخيوط الوهمية التي تربط سماؤنا بجبال تصر على شموخ غريب..‏

شيء يقترب من روحك.. يريد اقتلاعها لكنه يتراجع.. لم تنته عبثية الحرب بعد.. وأوان الرحيل لم يحن.. بعد!‏

وكأن الموت يقترب منك الى أقصى درجة ثم يبدل رأيه تاركا اياك تتخبط عل انفراج الايام القادمة يكافئك على حسن صبرك..‏

الطيور المهاجرة.. عندما تنظر اليها وهي تتجه أسرابا مبتعدة تشعر بحيرتها بين الرحيل والبقاء.. ربما حسمت قرارها ولم تعد تحتمل الفجيعة..‏

ياالله كيف يتألق الوجع الدمشقي باكرا.. كيف ينفتح ناسها على احتمالات جديدة للحياة..‏

وكأن ثمة املاً في كل مآساة.. تعيد لها الروح.. بعيدا عن كل هذا الانين المغمس بالالم والحزن!‏

هكذا يعتقدون.. !‏

soadzz@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية