تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لنحمهم من نارها

عين المجتمع
الاثنين 8-12-2014
منال السماك

مقهورة .. مظلومة .. معنفة .. مهجرة .. مغتصبة .. مضطهدة .. مسلوبة الحرية و الإرادة .. مجردة من أبسط حقوقها فكراً و مظهراً .. مقيدة بسلاسل من جهل و مكبلة بأصفاد من تطرف فكر و عبودية جاهلية ..

هي جارية تباع و تشترى و تهدى كدمية ممتعة لأمراء الحرب و أتباعهم ، هي واحدة من نساء سوريات تحت مظلة إرهاب عايشت انتهاكات حرب طارئة وكابدت من تبعات أزمة طاولت من السنوات أربعاً ، لتزداد هشاشة بكيانها و تعاسة بعد تحررها و انطلاقتها الواثقة متمكنة اجتماعياً واقتصادياً و فكرياً ..‏

على الضفة الأخرى من الألم السوري شركاء بالمعاناة و الوجع .. هم أطفال نتاج عنف ممنهج و حصاد مر لانتهاكات صارخة من تهجير و حصار و حرمان من خدمات صحية و تعليمية و أمان نفسي .. طفولة ضائعة على صفحات إحصائيات لهيئات ومنظمات طفولية ، كورقة رابحة لاستدرار المزيد من الإعانات و الدموع و الإدانات و الاستنكار .. ليس إلا ..‏

إنها نار الحرب التي لم تستثن طفلاً أو امرأة كشريحة هشة مستهدفة لتدمير المجتمع بعماد مستقبله كأطفال ، و بعنصر بنائه كنساء فاعلات تربيةً و تنشئةً و بناءً لنصف المجتمع الآخر ، ما تطلب توفير الحماية للنساء و الأطفال على حد سواء ، و هذا ما دعا إليه المؤتمر الذي أقامته وزارة الشؤون الاجتماعية ، من خلال التأكيد على ضرورة محاربة الإرهاب كخطوة أولى لحماية النساء و الأطفال من نار حرب لم ترحم كليهما ، و من ثم توفير بيئة آمنة خالية من أي شكل من أشكال العنف و الاضطهاد للوصول إلى أفضل أشكال الحماية بطرق علمية و منهجية ، تهيئة لإعادة دمجهم بالمجتمع بعد التأهيل و ترميم ما تهدم نفسياً وجسدياً و فكرياً ، دعوات نأمل أن تترجم إلى واقع بأقصى سرعة .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية