تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حــــوار المعارضة الوطنية‏



إضاءات‏
الاثنين 8-12-2014‏
د.خلف علي المفتاح‏

عند الحديث عن حوار بين السلطة الوطنية والمعارضة لا بد من ضبط المفاهيم والمصطلحات حتى لا تذهب الأمور باتجاهات وتفسيرات مختلفة عند رفضه أو قبوله ما يشكل الانطباع الخاطىء عند البعض سواء أكان حسن النية أم سيئها وعلى صعيد الدول أم القوى السياسية‏

ومن ثم الرأي العام المحلي، فالحديث عن حوار على أي مستوى يستوجب وجود أطراف وأهداف وعناوين وصولاً لقضايا يجب التوافق حولها وتشكيل قواسم مشتركه تلتزم بها أطراف الحوار وتعمل بشكل جدي لتحقيقها ولو أسقطنا هذه العناصر على الواقع السوري في ظل الأزمة الحادة التي تمر بها البلاد ودول المنطقة عموماً لوجدنا أن هدف أي حوار سوري يجب أن ينصب على كيفية الخروج من الأزمة التي تشهدها البلاد والمتمثلة في تعرضها لحرب إرهابية منظمة تستهدف الحجر والبشر وتلقي بثقلها على الجميع ولا تستثن أحداً من شرورها هذه الحرب الإرهابية تنخرط فيها دول وجماعات إرهابية وتنظيمات مسلحة وتغذيها قوى كبرى و أعداد غير قليلة من السوريين سواء في بعدها العنفي والإرهابي أم في أبعادها السياسية والإعلامية والاقتصادية والفكرية وغيرها من هنا تبدو المهمة الأساسية والأولوية لأي حوار هو وقف العنف والإرهاب وهزيمته باعتباره حاجة وطنية شعبية ما يعني أن تنخرط كل القوى السياسية والوطنية على اختلاف مشاربها السياسية والأيديولوجية في خندق واحد لمواجهته لأن خطره يشمل الجميع كما أشرنا سابقاً وعند تحقق ذلك الهدف يمكن أن يتجه الحوار نحو قضايا أخرى تتعلق ببنية الدولة وطبيعة مؤسساتها وآليات العملية الديمقراطية وما تنتجه من عناوين وطنية يتفق عليها وصولاً لصياغة عقد اجتماعي جديد يتوافق عليه السوريون ودونما تدخل لأي قوى خارجية أو غيرها. ‏‏

إن الحديث عن أي شكل من أشكال الحوار يحب أن يستند إلى عناصر واضحة وأهداف محددة وثوابت يتفق عليها الجميع تخرج عن الهوى السياسي أو الأيديولوجي لأي جماعة سياسية وترتبط ببنية المجتمع وضميره الجمعي فالحوار ليس هدفاً بحد ذاته وإنما وسيلة ديمقراطية هادفة لها حاصلها ونتائجها وخلاصاتها العملية التي تتحول إلى كائنات حقيقية فعالة تجد صدى لها على الصعيد الواقعي وتشكل حراكاً حقيقياً في المجتمع والدولة ويلمس إيجابياتها المجمل الكلي الوطني ما يعني أن دينامية جديدة بدأت تعطي نتائجها في الحوض السياسي والفضاء الديمقراطي. ‏‏

أن حواراً حقيقياً وجاداً كان دائماً هدفاً للسلطنة الوطنية منذ بداية الأحداث التي شهدتها الساحة السورية وهو ما باشرته فعلاً وانخرطت فيه العديد من القوى السياسية والحزبية والاجتماعية والشبابية وكان له نتائج واضحة في الخريطة الحزبية سواء على مستوى البرلمان المنتخب أو التشكيلة الحكومية أم ساحة العمل السياسي وهو ما يدركه ويلمسه الجميع أياً كان موقف البعض منه ومستوى التمثيل الاجتماعي للقوى المنخرطة فيه ولا شك أن توسيع دائرة الحوار الوطني وانخراط قوى المعارضة السلمية وغير المسلحة فيه مسألة مهمة وتوسع دائرة المشترك السياسي والوطني في مواجهة الإرهاب ومن يسانده ويدعمه من قوى المعارضة الخارجية ويساهم في عزلها داخلياً وخارجياً ويعزز من صورة السلطة الوطنية على الصعيد الخارجي أن خيارها في الحل هو الخيار السياسي وليس العنفي ولعل السؤال الملح والضروري هنا: هو لماذا كل هذه السلبية ولغة التشكيك التي تتبعها بعض قوى المعارضة التي تعلن أنها تؤمن باللعبة الديمقراطية وتحرص على المصلحة الوطنية وتتباكى على دماء السوريين وأحوالهم الاقتصادية والاجتماعية القاسية والمأساوية بسبب الإرهاب الدموي والاقتصادي الذي يمارس عليهم.‏‏

إن أي حديث عن حوار مع المعارضة غير المسلحة يستدعي مواقف واضحةً منها تجاه ما تشهده البلاد من حرب إرهابية وبمواجهة كل من يساهم فيها أو يدعمها على أي مستوى كان ليس هذا فحسب وإنما الانخراط الكامل بمواجهتها في كل الساحات ومختلف الجبهات لأن المعركة هي معركة السوريين جميعاً والمستهدف هو سورية الأرض والجيش والشعب والمؤسسات والهوية الوطنية القومية المقاومة ما يعني أن لا مجال للمناورة أو السكوت والسلبيه فلا حياد في مواجهة الارهاب والتهديد الوجودي للدولة khalaf.almuftah@gmail.com ">السورية.‏‏

khalaf.almuftah@gmail.com ‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية