|
شؤون سياسية وذات مقاسات متعددة ولكنها جميعها صالحة للقتل وأن الاختلاف بين إسرائيلي وآخر هو من يمتلك سجلاً شخصياً حافلاً بقتل الفلسطينيين والعرب أكثر من الآخرين ,(ولأن شارون يمتلك سجلاً حافلاً بعمليات القتل والإرهاب فقد وصف في إسرائيل بالبلدوزر الصهيوني, وكتب (متتيو هوفمان في صحيفة ذي اندبندنت:إن شارون كان الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل), والإدارة الأميركية قالت: إنه الرجل القادر على رسم حدود إسرائيل بالدم, ولكن جاك سترو أقام على بعد أمتار من مخيم صبرا وشاتيلا صلاة من أجل سلامة شارون, وتجاهل مشاعر اللبنانيين والفلسطينيين والعرب. يوم قصفت إسرائيل المفاعل النووي العراقي, قال شارون وكان وزيراً للزراعة في حكومة مناحيم بيغن:(يجب اغتيال حتى أظافر أي عربي يفكر أن يستعملها في وجه إسرائيل, يوم أعطى الأوامر باغتيال الشيخ أحمد ياسين قال شارون:( إن أحمد ياسين يشكل خطراً على الفكر الصهيوني الأصولي المطالب باسترجاع كل أرض إسرائيل التاريخية). المحطات التلفزيونية العالمية, وفضائيات عربية نصبت خياماً لمراسليها أمام مشفى هداسا الصهيوني لمتابعة وضع شارون الصحي ولمتابعة حال دماغه وهل مازال هذا الدماغ الصهيوني الاستثنائي قادراً على رسم خطط القتل. يبدو المشهد الإعلامي في الفضائيات درامياً من ناحية ومضحكاً من ناحية أخرى, هل هو مشهد الحزن من أجل دماغ شارون أم أنه مشهد الفرح على موت دماغ الشيطان الذي تعطلت شبكة الكهرباء فيه?! عندما كان هتلر يتقدم في أوروبا كتبت الصحف في لندن (هتلر يبحث عن الدم)و (هتلر شيطان قادم هارب من الملكوت احذروه) ولكن صحيفة معاريف وصفت شارون (بأنه الصورة المشوهة لرجل أسطوري رسمه التاريخ الإسرائيلي). المحطات الفضائية تظهر حزنها على بطل السلام كما وصفه الرئيس بوش عندما كان يقتحم مدن الضفة الغربية.. يهدم ويقتل الأطفال والنساء والشيوخ, هل كان متعطشاً للدم الفلسطيني أم كان يبحث عن الهيكل المزعوم الذي كتبته الأسطورة الصهيونية التي أطلق عليها روجيه غارودي الأساطير المؤسسة للأكاذيب الصهيونية, أم أن الشيطان انفلت ليوزع أوامر القتل?. الجنرال (موفاز) وزير الحرب الصهيوني رسم الخطوط العريضة للمنطقة لعشر سنوات من الآن, والأميركيون المحافظون الجدد وضعوا خريطة تبدو واهية الى الآن بالرغم من تكون ملامح مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي رسم بخطوط حمراء وزرقاء تجاوزت خطوط (سايكس بيكو) بدخولها في أدق التفاصيل العرقية والمذهبية والدينية والقومية لتفتيت المتفتت في الوطن العربي.شارون يحتل كل الأخبار الرئيسية. وعلى الصعيد العالمي يرى سياسيون أوروبيون أن موت دماغ شارون قتل مسيرة السلام, وعلى المستوى المحلي في الشرق الأوسط يرى زعماء الاستسلام أن مسيرة السلام فقدت حركتها, ويرى هؤلاء أن نتنياهو هو القادم لقيادة إسرائيل, ولكن هيكل يقول:(كلهم صهاينة وبأدمغة صهيونية). في منتصف التسعينيات من القرن الماضي طرح شمعون بيريز فكرة الشرق الأوسط الجديد القائمة على التزاوج بين العقل اليهودي والإمكانيات العربية(المال والعمالة), الفكرة يومذاك استندت على تسويات مع بعض الدول العربية وعلى مبدأ الأرض مقابل السلام, الطروحات الإسرائيلية تغيرت اليوم بعد أن وضع الأميركيون أقدامهم في المنطقة كقوة احتلال, راحت إسرائيل تتجه نحو قتل العرب وتصفية وجودهم القومي والحضاري, يساندها في نهجها الجديد إدارة المحافظين الجدد في أميركا. بيريز وشارون في حزب واحد هو (كاديما) وكلاهما يمتلك دماغاً شيطانياً, ويصفهما المحللون السياسيون (إنهما وجهان للعقيدة الصهيونية. تتساءل صحيفة برازيلية(هل ستتغير طبيعة دماغه ويصبح دماغه دماغ أفعى?! وتقول الصحيفة: (الأفعى ابنة الشيطان فالكتاب المقدس لعنها, وشارون لايعترف بالكتاب المقدس). شارون يرفرف الشيطان فوق رأسه ليعيده من جديد الى الدم, وإذا كان بعض الزعماء الأوروبيين وبوش قد أصيبوا بالحزن على موت دماغ شارون فالعقل الصهيوني مزروع في رؤوس كل الجنرالات والساسة الإسرائيليين, الفرق بسيط وهو أن بعض الأدمغة قد أخذت من الشيطان أكثر من غيرها, هل ينتظر دعاة الاستسلام العرب يقظة شارون?! يقولون:إن شارون فتح عينيه عندما أسمعوه صوت حفيده المسجل على شريط, ماذا لو أسمعوه أصوات القتلى في صبرا وشاتيلا, وفي جنين ونابلس والخليل وأصوات المصلين في الأقصى وهو يحاول دخول الحرم الابراهيمي?! القنوات الفضائية تصحو وتنام أمام مشفى هداسا لتتابع أخبار دماغ شارون.. هل يدخل هذا الدماغ متحف التاريخ.. ويكتب عليه أنه عقل الشيطان?... هل يدرك أمراء الأنظمة العربية المتخاذلة أن ظاهرة التخاذل وهرولة الأنظمة الى أميركا وإسرائيل في الوقت الذي تذبح الرؤوس العربية في العراق وفلسطين كما تذبح الخراف هي التي تثير فينا الفزع وليس موت شارون, وأن هذا التخاذل يضع مستقبل العرب في مهب الريح.. وهو الذي شجع الأميركيين والإسرائيليين على التمادي وعلى مزيد من المطالب التي وصلت الى حدود علاقة العرب ببعضهم وبقوانينهم وثقافتهم ووسائل إعلامهم وأن الرقابة الحمراء على الفكر السياسي والثقافي تحددها الولايات المتحدة والصهيونية. يموت دماغ شارون أو يعود الى العمل, فهو دماغ واحد في ترسانة الشيطان, ما تمتلكه إسرائىل من أدمغة شيطانية أكثرمما تمتلكه من الروؤس النووية, يقول ايفانز للرئيس الأميركي بوش:(لا تترك العرب يفرحون بموت شارون, فالرب أوكل إليك مهمة قتل الفرح في أجنتهم وهي في الأرحام). وفي هذه الحال تبدو ساحة الشرق الأوسط مشرعة على كل الاحتمالات. |
|