تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


باحثون وسياسيون مصريون للثورة: جنبلاط اختبأ تحت شعار اليسار والتقدمية

شؤون سياسية
الثلاثاء 24/1/2006م
عبد الحميد غانم

ظل وليد جنبلاط الذي خالف الدرب الذي كان يسير عليه والده المناضل الكبير كمال جنبلاط, طيلة عام 2005 وما قبله يدعو إلى الحفاظ

على سلاح المقاومة وحمايته وحماية حزب الله وفجأة من دون مقدمات انقلب على ثوابته وكشف عن وجهه الحقيقي الذي ظل مختبأ وراء لافتة اليسار والتقدمية ليظهر قباحته وخيانته وعمالته للغرب عندما وقف بجانب ديفيد وولش مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ووصف سلاح حزب الله بسلاح (الغدر) وأنه يعمل لحساب سورية وايران مناقضاً بذلك مواقفه السابقة الداعية إلى حمايته.‏

أمانة الإعلام باللجنة العربية لمساندة المقاومة الإسلامية في لبنان (لجنة مصرية مستقلة تعمل لدعم المقاومة منذ عشر سنوات) قامت باستطلاع آراء عدد من رجال الأحزاب وخبراء السياسة والاستراتيجيا المصريين حول تصريحات جنبلاط ضد حزب الله وسورية فماذا قالوا?!.‏

خيانة عظمى‏

ضياء الدين داوود رئيس الحزب العربي الناصري: موقف سيئ وتصرف أسوأ ليس له ما يبرره.. فما تلفظ به وليد جنبلاط من نعت سلاح المقاومة وحزب الله بسلاح الغدر خيانة عظمى يجب أن يعاقب عليها فهو شخص انتهازي متقلب المزاج السياسي وهو بتصرفه هذا يمهد الطريق أمام المشروع الأميركي الاسرائىلي في المنطقة الرامي إلى نزع سلاح حزب الله والقضاء عليه وعلى المقاومة العربية بشكل عام.. الآن هم يصفون المقاومة الوطنية العراقية والفلسطينية بالإرهابية وأمثال هذا (الجنبلاط) هم الذين مهدوا الطريق لهذا الوصف حتى صار وكأنه حقيقة واقعة لا كذبة أميركية اسرائىلية يرددونها في كل وقت وللأسف تخرج أصوات محسوبة على العرب والقومية العربية ترددها معهم!!‏

يجب عدم السكوت عن تصريحات جنبلاط هذه مهما نفى وتراجع وزعمه أنه كان يقصد بهذه التصريحات الجبهة الشعبية هو أيضاً جريمة كبرى في حق اليد التي مسكت السلاح وحررت الأرض والوطن من أعدائه.‏

علينا أيضاً محاسبة الذين سمحوا لشخصيات شاذة بهذا الشكل من المتصهينين المتأمركين المتآمرين ضد المقاومة وسورية ولبنان لأنهم يستخدمون أداة لتنفيذ المخططات الغربية ضد قلاع الصمود والمقاومة الباقية في الوطن العربي.‏

سلاح التحرير‏

المهندس ابراهيم شكري رئيس حزب العمل: هذا التصريح من جنبلاط أثار دهشتي ومفاجأتي لأنه يصف المقاومة الوطنية اللبنانية التي يقودها حزب الله والتي حققت تحرير الأرض اللبنانية المحتلة في جنوب لبنان بسلاح الغدر,ويعطي مبرراً للقوى الخارجية بأن تتدخل في العلاقات الطبيعية بين سورية ولبنان وكنت أود منه أن يكون همزة وصل وحمامة سلام بين القطرين العربيين الشقيقين وليس سبباً يدعو إلى الضغوط والهيمنة الأميركية الاسرائيلية الأجنبية على أحد القطرين (سورية) بهدف ضرب القطرين معاً(سورية ولبنان).‏

كان والده (كمال جنبلاط) زعيماً يعرف معنى ذلك ويدافع عن الأمن القومي العربي... كان زعيماً وطنياً مخلصاً لقوميته وعروبته وكنت أود أن يأخذ (وليد) المواقف القومية العروبية النضالية التي كان يأخذها والده ولكن بكل أسف خذلنا جميعاً واختار أن يكون في صف أعداء العروبة والنضال ينفذ مشروعهم وبرامجهم الاستعمارية!‏

هذه الصفة التي وصف بها المقاومة لا يوافق عليها الشعب اللبناني ولاالشعب العربي من المحيط إلى الخليج لأن المقاومة هي ضمير الأمة ولبنان والعرب جميعاً في مواجهة الهيمنة الأميركية الصهيونية على المنطقة.‏

خالف الدرب‏

الدكتور فوزي غزال رئيس حزب مصر 2000: وليد جنبلاط خالف الدرب الذي كان يسير عليه والده (كمال) وأميركا والقوى الأجنبية تلعب وتدفع بجنبلاط في هذا الاتجاه لأن اسرائىل تريد الهيمنة على لبنان وتريد نزع سلاح حزب الله بعد خروج سورية لأنها لم تكن تجرؤ على ذلك في ظل وجود سورية في لبنان فكانت المؤامرة عليها بقرار مجلس الأمن 1559 القاضي بخروجها من لبنان ليخلو الجو لاسرائىل تلعب كما تشاء في الملعب اللبناني ثم جاءت مؤامرة اغتيال الحريري فكان لا بد من ايجاد لاعبين يجيدون فن اللعب على المسرح اللبناني وهل هناك أفضل من لاعب متقلب مص دماء اللبنانيين مثل وليد جنبلاط?!.‏

بطبيعة الحال نحن لا نوافق على هذه التصريحات التي تفوه بها جنبلاط ضد حزب الله والمقاومة لأنه لا يخدم إلا المشروع الأمريكي الصهيوني الفرنسي في المنطقة العربية وبالتالي هذا الرجل يلعب بالنار التي حتماً أول من يحترق بنارها!‏

تصريحات مجنونة‏

الباحث اللواء طلعت مسلم: تصريحات جنبلاط قبل وبعد الأزمة تصريحات متقلبة مجنونة لا مبرر لها وبالتالي أصبح يردد كل حين وآخر تصريحاً سيئة والتي كان آخرها هذه الخزعبلات التي وصف بها المقاومة وسلاحها وحزب الله بسلاح (الغدر) ليس مستغرباً عليه لأنه رجل سليط اللسان وأمريكي صهيوني!‏

ورغم أنه نفى ذلك فيما بعد إلا أنه بتصريحه هذا يصب الزيت على النار ويمهد لحرب أهلية ويروج في نفس الوقت للمشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة لأن تصريحه هذا جاء في وجود ديفيد وولش مساعد وزير الخارجية الأمريكية في لبنان وعموماً سواء كان هذا الكلام أمام وولش أو غيره هو تصرف أحمق من شخص أحمق.‏

ليس له ما يبرره!‏

الخبير الاستراتيجي اللواء عثمان كامل: من المؤسف حقاً أن يقال عن حزب الله وسلاحه بأنه سلاح (الغدر) لأن حزب الله يمثل الدور الوطني المقاوم في لبنان وهو الذي دحر العدوان وأصبح دوره ضمن نسيج المجتمع اللبناني وله دور سياسي حاضراً ومستقبلاً وبالتالي هو جزء لا يتجزأ من المجتمع اللبناني وهذا التصريح ليس له ما يبرره وأقل ما يوصف به هو تصريح خطير وغير مسؤول من شخص لا يقدر عواقب الأمور وأبعادها داخلياً وخارجياً.‏

هذا التصريح جاء في ظل وجود ديفيد وولش في لبنان إذن هو أي (جنبلاط) ينقل وجهة نظر أمريكا وإسرائيل الرامية إلى تصفية المقاومة وحزب الله وليس المقاومة اللبنانية فقط بل يمتد الأمر ليصل إلى حماس والجهاد في فلسطين والمقاومة العراقية والعربية عموماً وكل القوى المقاومة الصامدة الرافضة للهيمنة والخضوع وبالتالي نزع سلاح حزب الله والمقاومة العربية عموماً أمر مرفوض لأنه يمهد للمشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة ومن ثم هذا التصريح خطير جداً اشتم منه رائحة المؤامرة..‏

وما قام به (جنبلاط) يسير في هذا الاتجاه فما معنى أن يصف المقاومة وسلاحها بسلاح الغدر وماذا يهدف من وراء هجومه المتواصل ضد سورية والزعم بأنها هي من اغتالت الحريري رغم أن الجهة التي اغتالت الحريري معروفة للجميع وجنبلاط يعرفها أكثر من غيره ومن ثم ما قاله جنبلاط خطيئة كبرى وخيانة عظمى لا يمكن السكوت عنها!!‏

وكيل أمريكا وإسرائيل‏

د. عبد الحليم قنديل رئيس تحرير جريدة العربي الناصرية: هو تصريح مجنون لشخص مجنون يهذي في أي وقت لأنه موصوم بالعمالة فوصفه سلاح المقاومة وحزب الله بالغدر إدانة له نفسه لأنه كان مع المقاومة وسلاحها وحليفاً لسورية يبارك وجودها في لبنان فما الذي تغير?! حتى عندما تراجع عن تصريحاته وقوله إنه لم يكن يقصد حزب الله بل يقصد الجبهة الشعبية كان بدافع الخوف من الوطنيين والشرفاء في لبنان والضغط الشعبي اللبناني وهو ما يدل على أن المقاومة وسلاحها فوق أي خلافات في لبنان.‏

إن أخطر ما يفعله جنبلاط أنه يغذي فكرة الانشقاق الداخلي في لبنان ويمهد للحرب الأهلية وهو يقوم بالوكالة نيابة عن أمريكا وإسرائيل وفرنسا!‏

وإذا قامت حرب أهلية فسيكون أول الخاسرين هو جنبلاط نفسه!‏

أين هو من والده?‏

السفير السيد أبو زيد مساعد وزير الخارجية السابق للشؤون العربية: بداية هو طبعاً بتصرفه هذا يمهد للمشروع الإسرائيلي في المنطقة لكن الأهم منه والخطير في هذا التصريح الذي حاول نفيه بعد ذلك أنه بالفعل كان يقصد المقاومة وحزب الله, وأي كلام غير ذلك كلام غير صحيح وكاذب لأنه جاء من خلال شخص (جنبلاط) المعروف بالاندفاع والتهور وأنه كان ينصح دائماً بأن يفكر قبل أن يطلق تصريحاته المعروفة وتاريخه مملوء بمثل هذه التصريحات التي يتراجع عنها بعد ذلك ووالده كمال يستحق الرحمة لأنه كان من حكماء العرب ومن ثم عندما كنت أسمع تصريحاً من (وليد) أترحم على والده.‏

ويضيف السفير أبو زيد: ما يقوم به جنبلاط يأتي ضمن أهداف الهيمنة والهجمة الأمريكية على المنطقة والمقاومة العربية والهدف الأول من ورائها هو محاولة تأمين إسرائيل بنزع سلاح المقاومة اللبنانية وإضعاف الدول التي لها مواقف قومية وعروبية مثل سورية والعراق ولهذا فإن تصريح جنبلاط يخدم التحرش الأمريكي الصهيوني في المنطقة ونحمد الله أن ردود الفعل قد بينت أن الحس الوطني والقومي مازال ينبض في لبنان.‏

يجب محاكمته‏

الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية السابق: وليد جنبلاط كان مختبأ طوال الوقت تحت شعار اليسار والتقدمية إلا أنه تبين أنه يعمل لحساب الغرب وأن الخيانة أصبحت أهم مبادئه!‏

هذا الرجل الذي يعلو صوته ضد سورية وهو يعلم قبل غيره أن سورية لم تقتل الحريري, ليس مستغرباً عليه أن يفعل السيئات وأن يعلو صوته على المقاومة التي حررته من براثن الاحتلال الصهيوني الذي يعمل لحسابه الآن وحساب أمريكا وفرنسا... هو يلعب دور أمريكا وإسرائيل ضد سورية هو يحارب معركة إسرائيل ولتحقيق أهداف إسرائيل وبالتالي لا يجب السكوت عن ذلك وعلى القوى اللبنانية السياسية والشعبية محاكمة جنبلاط بتهمة الخيانة العظمى لبلاده لأنه يعمل ضد أمنها القومي وعلى الدول العربية أن تعلن موقفها بكل صراحة ووضوح من دعم المقاومة وحزب الله وسورية, وعلى الشعب اللبناني لفظ جنبلاط وتأديبه على خرافاته ضد المقاومة اللبنانية.‏

أين كان جنبلاط والمقاومة تحرر جنوب لبنان?! أين كان ومجاهدو حزب الله يهاجمون إسرائيل ويستشهدون في سبيل الدفاع عن هذا الوطن ويضحون بالغالي والنفيس من أجل تحريره من الاحتلال? عليه أن يخرس ويعلم أن اليد الطاهرة المناضلة المجاهدة التي قاتلت بشرف وأمانة وحررت الأرض والوطن من عدو دموي صهيوني كان يمتص دماء اللبنانيين ومنهم جنبلاط لا يمكن أبداً أن تكون هذه اليد, غادرة بل هي طاهرة ولم تلوث بدماء أي لبناني مثلما لوثت يد جنبلاط بدماء اللبنانيين.‏

يتفق مع تقلباته‏

د. أحمد ثابت أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: تصريح غير موفق وغير مبرر وليس له أي معنى لأنه يتفق مع تقلبات صاحبه والمشروع الأمريكي الغربي في المنطقة.‏

تغيير تحالفات جنبلاط باستمرار يدل على مرضه العقلي أكثر مما يدل على رؤية سياسية محترمة فهو من قبل قال إن مزارع شبعا ليست لبنانية رغم أن إسرائيل اعترفت بلبنانية مزارع شبعا واليوم يطالب بلبنانية شبعا وترسيم الحدود مع سورية وبالتالي هو لا يعرف ماذا يريد بالضبط وهو بهذا التصريح (الغبي) يمهد بالفعل للمشروع الأمريكي الصهيوني الغربي في المنطقة العربية الرامي للقضاء على المقاومة اللبنانية وحزب الله خاصة والعربية عامة لأنه يعمل بالوكالة لحساب أمريكا وإسرائيل وهذا أمر مرفوض تماماً وغير مبرر ولا يقبله أحد وإذا كان هناك (غدر) فالغدر هو (جنبلاط) نفسه بتصرفاته وتقلباته الحمقاء.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية