|
البقعة الساخنة يتضاءل لمصلحة تضخيم الواقع, والتهويل من منعكساته على الواقع الفلسطيني من منطلق الإيحاء أن التجربة وفق هذا المعيار لا تتطابق بأي حال مع معايير الرضا الأميركي. لذلك تتجزأ الرؤية في بعض التفاصيل, لكنها في العنوان العريض هي جزء من الحرب النفسية التي تمارسها إسرائيل والإدارة الأميركية على الفلسطينيين, ولا تخرج عن تلك الحرب الأخبار الملوثة بالمال الأميركي لدعم مرشح هنا أو هناك على أمل الحد من فوز حماس. وبغض النظر عن مدى مصداقية تلك الأخبار, فإن الغاية التي تريدها وتبحث عنها هي في الجوهر خلق الشك والريبة بين صفوف الفلسطينيين حيال هذه القضية, حيث إن النتيجة ستكون موضع تساؤل من قبل الفلسطينيين, والخطير فيه أنه تساؤل يحمل جرعة كبيرة من الاتهام, وجرعة أكبر من أدوات الدفع نحو الصراع التي تعمل من أجله إسرائيل. ولا يغيب بالطبع عن الذهن الكثير من الارتباط الوثيق بين ما كانت تتبناه إسرائيل حيال مشاركة حماس, وبين ما تعمل عليه الإدارة الأميركية, في ظل تواتر الرؤية التنسيقية التي تدفع بالموقف الأميركي إلى الاستلهام من الطرح الإسرائيلي والاقتباس من الأفكار الإسرائيلية لتكون في المحصلة العنوان العريض للسياسة الأميركية. غير أن اللافت أن تتحول مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة في اليوم التضامني مع الشعب الفلسطيني إلى تصرف غير لائق برأي المندوب الأميركي في الأمم المتحدة, حيث لم يفت بولتون الإشارة إلى أن تلك المشاركة قد تستفيد منها الحركات الفلسطينية في الانتخابات القادمة في عملية ربط هي الأغرب. لذلك بدت المسألة بهذا التخصيص المثير, وكأنها المواجهة المفتوحة التي لابد من التروي في قراءة دلالتها, حين يتحرك الافتراض الإسرائيلي من مسلمة الرفض لوجود حماس تحت ذرائع واهية, في وقت يتماهى معه الموقف الأميركي من جهة الرفض مضيفاً عليه بعض الإضافات الخطيرة في حالة الاستباق والمباشرة في التدخل الفج بالانتخابات. ولعل ما صدر حتى اللحظة, وما برز من سلسلة المعطيات المتوفرة تؤكد النية المبيتة في أن تكون الانتخابات في التوقيت والنتائج حلقة تدوير لتفريغ الجهد الفلسطيني من محتواه, وبالتالي لتكون التجربة الفلسطينية تحت ضغط التهديد والاغتيال والوأد. لا تبدو الحاجة ملحة لإعادة التذكير بالمنتج الافتراضي للديمقراطية التي تبقى كما تريدها واشنطن رهناً بما تحققه لها من مصالح, وبمدى اقترابها من معيار الاستجابة لتلك المصالح, وإلا أصبحت موضع اتهام, بل وفي أغلب الأحيان أداة من أدوات الضغط والابتزاز, وفي مرحلة لاحقة وسيلة للنيل من الوحدة الفلسطينية. |
|