|
بلا مجاملة.. هذه العبارات أو ما يشابهها من حيث المضمون, رددها أكثر من مسؤول وفي غير مناسبة تساوقاً مع النوايا الحكومية الرامية الى إحداث اصلاح في الجانب الإداري. بل إن بعضاً من المسؤولين الذين استمرؤوا الحديث لساعات طويلة وفي غير مناسبة حول الاصلاح ومعانيه. ترك انطباعاً خلال السنوات الأخيرة, على أن آليات العمل الإداري بأدواته القديمة والمتخلفة ستذهب الى غير رجعة. وأن المواطن العادي سوف يتمكن من انجاز معاملاته الرسمية دون الحاجة الى تبديد الوقت أو شراء ذمم بعض الموظفين الصغار والمتوسطين والكبار. في مواجهة هذا السيل الهائل من الوعود- وما أكثرها- فإن السؤال المشروع والذي يطلقه غالبية الناس العاديين بكثير من السخرية وقليل من الجدية.. ولكن أين حصاد الاصلاح الإداري.. ولماذا الأنماط والآليات القديمة استمرت على حالها.. بل وزادت تعقيداً وسوءاً في بعض المؤسسات?! الانتقادات التي تطلق في السر والعلن من جانب الرأي العام, ستبقى تمثل عين الحقيقة, مادام أن الاصلاح الإداري المأمول تواتر في حضوره اللفظي ولم يرق الى مستوى الفعل والعمل اليومي .. ولعل أدق دليل على هذا الكلام,أن ظاهرة الذين يعقبون المعاملات ويفترشون الأرصفة على أبواب المؤسسات والوزارات .. ازدادت انتعاشاً بدل أن تنحسر, كما أن أجهزة الحاسوب التي شهدت حضوراً لافتاً في بعض المؤسسات لم تكن أكثر من (ديكور) ما دام أن سجلات الصادر والوارد والمعاملات الورقية مازالت تتربع على مكاتب الموظفين.. وأما(النافذة الواحدة) وما يحيطها من احتفاء من جانب بعض المسؤولين فهي ليست أكثر من لغو جميل. الاعتقاد السائد, أن الفساد بتداعياته ومعانيه المختلفة, هو سبب زحف سرطان هذا الداء أو ذاك, والذين يقفون بوجه عربة الاصلاح الإداري ويمنعونها من التحرك والاقلاع, يدركون أن الشفافية والأساليب الحديثة في الإدارة ستفقدهم مكاسب وامتيازات لا حصر لها.. والمساءلة أو المحاسبة هي السبيل الوحيد للخروج من عنق الزجاجة.. فهل من يحاسب أو يسأل?! Marwan ">j@ureach.com |
|