تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الأدوات السياسية الرخيصة ومستقبل الشرق الأوسط الجديد

شؤون سياسية
الخميس 5-1-2012
نبيل نوفل

تحاول القوى الامبريالية الصهيونية ومستوطناتها السياسية والفكرية والاقتصادية وعملاؤها التي خرجت من أوكارها الانقضاض على القوى المقاومة المناهضة للمصالح الصهيونية الامبريالية في المنطقة وصولاً إلى ما يحلمون به

من إحلال الاستكانة والخنوع لتحقيق المشروع «الشرق أوسطي» الذي تعمل القوى الرأسمالية العالمية التلمودية لفرضه على أبناء المنطقة بقيادة الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها في العالم . والذي يهدف بالدرجة الأولى للتسليم بالوجود والاحتلال الصهيوني لفلسطين والأراضي العربية المحتلة . ولا ننكر أنهم استطاعوا اختراق الواقع العربي من خلال معظم الأنظمة العربية التي فرضوها ودعموها، كما أنهم صنعوا أنظمة غير عربية أيضاً موالية لهم ومستعدة لتنفيذ أجنداتهم, و نجحوا في زرع مستوطناتهم الفكرية والاقتصادية والثقافية والسياسية في بنية المجتمع العربي التي أحدثت خرقاً خطيراً في عقل الإنسان العربي من خلال تكريس العبثية والعدمية والتطرف والتعصب ونشر الفكر التكفيري والانغلاق في المجتمع العربي . حيث عززت نمو محورين في الساحة العربية الأول ويتمثل في:‏

القوى المتآمرة المستسلمة تلعب دور التابع الذليل , دور العبيد المأجورين، الذين يعملون على تدمير القيم العربية الأصيلة، وفي مقدمتهم التيارات المنغلقة والتكفيرية من خلال استخدامها للدين ولبس عباءته للدخول إلى عقول الناس وخداعهم بأنهم يدافعون عن الدين ، ما سمح بخلق بيئة لنمو الطحالب والدمامل في جسد الوطن وانتشار مظاهر التخلف. هؤلاء العملاء الذين ارتضوا عبر التاريخ أن يكونوا أدوات رخيصة للعب دور السمسار والخيانة والتبعية ضد أبناء أمتنا العربية. وصولاً للتفريط بالحق العربي والتسليم بالوجود الصهيوني الامبريالي في المنطقة. والتيار الثاني: ويتمثل في القوى المقاومة المتمسكة بقيمها العربية الأصيلة وحقوقها المضحية في سبيل كرامتها وعزتها , والعاملة على مقاومة المشروع الامبريالي الصهيوني وتقوده وتحتضنه سورية العروبة.وكما نعلم فمنذ مطلع القرن الحادي والعشرين ، أخذ المشروع الاستعماري الجديد مرحلة الهجوم الوحشي على الأمة العربية باحتلال العراق عام 2003 ومحاولة القضاء على المقاومة في لبنان تموز 2006 ، وغزو غزة 2008/2009، ووضع الخطط العلنية والسرية لضرب إيران وسورية الدولتين الحاضنتين للقوى المقاومة في المنطقة. بهدف تفكيك بنية المجتمع العربي وإثارة الصراع المذهبي والطائفي لضرب صمام أمان المجتمع ولم تكتف بذلك بل سيطرت على المنظمات الدولية واستخدمت بعض الأنظمة العربية التي صنعتها لتكون قواعد لها لقتل أبناء الأمة وغرف عمليات ضد سورية والمقاومة وكما تدل التقارير السياسية والصحفية أن مخطط ضرب الأنظمة المقاومة يعود لفترة سبعينيات القرن الماضي وتصاعدت هذه المؤامرات مع غزو العراق عام 2003 حيث اعتبر قادة الامبريالية والصهيونية أنهما العقبة الكأداء في طريق تنفيذ مشروعهم الشيطاني الاستعماري الجديد.‏

إننا اليوم ، وبعد أن انكشفت أبعاد المؤامرة على الوجود العربي مطلوب منا نحن أبناء العرب الأحرار أن نستنفر قوانا للتصدي لهذا المشروع الاستعماري، ونضرب بيد من حديد على أيدي كل من يدعم هذه الجماعات المخربة المجرمة سواء داخل الوطن أو خارجه, ونعلن الحرب عليهم أينما كانوا وحيثما حلوا فلا حوار مع القتلة والعملاء ولا حوار مع المأجورين أعداء الله والوطن والشعب, فكل من يدافع عنهم بمثابة العدو الصهيوني وكل من يسوق لهم أفكارهم عدو يجب مقاومته , إنها معركة الوجود بين شرفاء الأمة وخونتها, إنها مرحلة الفرز بين الوطني واللاوطني بين العروبي وبين عدو العروبة بين الدين الحقيقي وأعداء الدين فلا مكان للحياد وبالتالي على أبناء القوى الوطنية والقومية في الأقطار العربية الوقوف إلى جانب سورية، شعباً وقيادة ، والضغط على الأنظمة العربية الواقعة في السحر الامبريالي الصهيوني للكف عن دعم هذا المخطط الشيطاني و قطع الأيدي التي تحاول العبث بأمن سورية . فمن يريد أن تكون الأمة العربية بخير ، عزيزة مستقلة مهابة الجانب عليه العمل بكل ما يملك لدعم صمود سورية والقوى العربية المقاومة للامبريالية والصهيونية‏

إن سورية قيادة وشعباً ستبقى قائدة المشروع النهضوي العربي، وحاملة راية التحرير لاستعادة الحق العربي المغتصب وهي تملك من القوة الشيء الكثير وفي مقدمة هذه القوة شعبها العظيم وجيشها الباسل, هذا الشعب الذي أثبت عبر التاريخ صدق انتمائه وعنفوان وحدته الوطنية وتماسكه خلف قيادته المقاومة التي يمثلها اليوم السيد الرئيس بشار الأسد ولن يستطيع القابعون في البيت الأبيض، صبيان التلمودية الذين هم أبناء دولة قامت على الإبادة والعنصرية وتدعم كياناً قام على الإبادة والعنصرية، تحقيق أحلامهم , هؤلاء الذين خرقوا وداسوا على حقوق الإنسان عبر التاريخ، وقتلوا وشردوا الملايين من الناس في أفغانستان والعراق وفلسطين وغيرهم .إنه لمن السخرية في هذا الزمان أن يصبح هؤلاء الذين خرقوا كل القوانين والشرائع، والذين ينشرون السم الزعاف في العالم ينادون وينصبون أنفسهم مدافعين عن حقوق الإنسان في سورية ؟ يساندهم الكثير من بعض العرب وقياداتهم الذين يعيشون بين ظهراني الأمة العربية و يصادرون حرية الإنسان ويمنعون عنه الحد الأدنى من ممارسة إنسانيته ولا يوجد لديهم دستور لإدارة بلادهم ،ويدعمهم بعض الذين يقصفون الإنسان بالطائرات في بلادهم لمجرد المطالبة بحقوقه، ويمارسون أبشع الاضطهاد على مواطنيهم، هؤلاء جميعهم تثير حميتهم للدفاع عن حقوق الخارجين عن القانون في سورية، والذين يمارسون القتل والخيانة والعمالة للأجنبي إنها مهزلة العصر أن يتحول القتلة والمجرمون والإرهابيون إلى حماة الناس، والمدافعين عن حقوقهم ؟.‏

على أي حال، إذا استطاعت هذه القوى اليوم أن تمارس الغطرسة والقوة والبطش وترتكب القتل بحق أبناء المجتمع , عبر جرائم نكراء يندى لها جبين الإنسانية فهذا الأمر لن يطول ومهما ارتكبوا من البطش والكذب وتزوير الحقائق لا بد لإرادة الشعب أن تنتصر، وإننا في سورية العروبة المقاومة بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد سننتصر وسيثبت التاريخ كم كان هؤلاء الأعداء وأذنابهم جاهلين وغافلين. وشعبنا في سورية لن يغفر للذين تطاولوا على أمنه واستقراره وسيقطع اليد التي امتدت على أبناء الوطن وإن غداً لناظره قريب .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية