تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المفهوم الانقلابي في الشعر العربي الحديث

ثقافة
الخميس 5-1-2012
عماد جنيدي

إذا أخدنا مثالاً شاعر النيل حافظ ابراهيم نجد أنه في عصره مثل نبض الشارع المصري وكان شعره سهلاً عميقاً وبسيطاً لاحظ معي هذه الأبيات الهازئة من الجيش الاستعماري الانكليزي حين تصدى لتظاهرة نسوة القاهرة:

خرج الغواني يحتججن ورحت أرقب جمعهنه‏

فإذا بهن اتخذن من سور الثياب شعار هنه‏

وإذا بجيش مطبق والخيل مطلقة الأسنه‏

فليهنأ الجيش الجسور بنصره وبكسرهنه‏

نلاحظ أيضاً عمق التفاعل بين الشاعر المصري والقضايا العربية كما في قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي حين قامت القوات الفرنسية بقصف البرلمان السوري‏

سلام من صبا بردى أرق‏

ودمع لا يكفكف يادمشق‏

دم الثوار تعرفه فرنسا‏

وتعلم أنه نور وحق‏

وللحرية الحمراء باب‏

بكل يد مضرجة يدق‏

ولكن الشعر العربي الحديث سار في نهج أكثر انقلابية ففي حين بقيت ثورية الشعراء العموديين في إطار الحماسة الوطنية والقومية فإن الشعر العربي الحديث اتخذ منهجاً انقلابياً على أنظمة البنى التقليدية للذهنية العربية، يقول أدونيس:‏

سأسمي التحول‏

ربان أيامك الجديده‏

يا بلاد الخليفة والتابعين‏

وأسمي اللهيب مطراً‏

إذا أخذنا قصيدة أمل دنقل مقتل كليب والوصايا العشر نجد أنها قصيدة تحليلية مبنية على وعي فكري وسياسي مكثف وهي ذات طابع تعليمي تربوي ثوري.‏

أخيراً في هذه اللحظة بالذات تقع على الشعر مهام يجب أن تكون بحجم المعاناة الهائلة التي تعانيها جماهير هذه الأمة قومياً وطبقياً وإنسانياً.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية