|
تقارير ودوره المحرك لعجلة الاقتصاد القومي بشكل عام . وربما يعزى ذلك الى اسباب تتعلق بديناميكية عمل هذه المؤسسات والشركات ومخاوفها من خوض غمار التأمين في قطاعات غير تقليدية قد لا تضمن لها الحصول على عوائد مجزية على استثماراتها ، أو حاجة منظومة التأمين لدينا إلى الاطلاع على تجارب الدول التي سبقتنا في هذا المضمار بهدف دعم سوية خبرات العاملين في هذا القطاع ، أو بمدى تعميق مفاهيم التأمين لدى عامة الشرائح التي يجب أن يستهدفها التأمين . منتجات الدواجن من بيض ولحم كنز غذائي ضروري لجميع الأعمار ، هي حقيقة علمية أثبتتها كل الدراسات والأبحاث العلمية والطبية ، وهي سلعة غذائية تدخل منازلنا بأشكال وهيئات متباينة سواء من خلال استهلاكها المباشر عبر إعدادها بشكل وجبات تقليدية / البيض المسلوق ، والبيض المقلي ، والعجة ...../ أو من خلال استهلاكها الوسيط عبر دخولها في كثير من الصناعات الغذائية والحلويات والمخبوزات / المعكرونة وقوالب الكاتو والكيك....../ وحتى تصل هذه المنتجات إلى موائدنا تمر في حلقات إنتاجية وتسويقية وتصنيعية متعددة ، وعلى كل حلقة من هذه الحلقات ان تضمن لنا وصول هذه السلعة بأعلى مستوى من معايير سلامة الغذاء وصحته . ولكن ما علاقة كل ذلك بالتأمين على الدواجن ؟؟؟ إن نقطة البداية في تأمين منتجات غذائية آمنة صحياً تبدأ من الحلقة الإنتاجية الأولى في عنابر تربية الدجاج ، حيث توفير شروط وظروف إنتاج صحية تضمن الحصول على منتج لايحمل معه مسببات مرضية يمكن أن تنتقل إلى المنتج النهائي والى المستهلك بالمحصلة الأخيرة ، وكذلك تضمن للمربي خفض نسب الفاقد من الانتاج الى الحد الأدنى وخفض استخدام العقاقير البيطرية ، ما يساهم في زيادة كمية المنتج وخفض تكاليف الإنتاج و ينعكس على خفض سعر السلعة في السوق الإستهلاكية ، وبطبيعة الحال سوف يوفر هذا الأمر الاستقرار الاجتماعي للمربي الذي زادت ارباحه بشكل طبيعي ومنطقي ومن خلال نفس الاستثمارات التي يقوم بتوظيفها في العملية الإنتاجية . إن التأمين على الدواجن سوف يعمل على توفير الضوابط ، وإعداد التدابير، والاحتياجات اللازمة لدرء الأمراض، ورفع درجة الأمن الحيوي لدى مشاريع إنتاج بيض المائدة ولحم الفروج ، عبر ربط استحقاق التعويضات بالالتزام بضوابط معينة واشتراطات يجب تطبيقها بدقة عالية داخل المشاريع لتحقيق هذا الهدف ، وبما يحقق وقاية صحة المواطنين من الأمراض ذات العلاقة بالإنسان والطيور. كما يخدم التأمين على الدواجن في الحفاظ على ما حققه القطاع من إنجازات وتجنيبه المخاطر، ومساعدة المنتجين بتحمل بعض التعويضات مقابل الخسائر التي تقع بسبب الأمراض والأوبئة التي تتعرض لها قطعانهم ، والتخفيف من حدة تأثيراتها وبما يقود لترشيد استخدام الموارد المتاحة ، والرفع من كفاءة استخداماتها مع صياغة البرامج واللوائح التي يتم العمل بها لمجابهة الأضرار والكوارث التي يتعرض لها المنتجون، والحدّ من الخسائر الفادحة التي تتعرض لها المشاريع والاقتصاد بشكل عام، ورفع كفاءة القطاع وتخفيض تكاليفه وتطويره عبر ربط التعويضات بالتقيد باشتراطات الأمن الحيوي للمشاريع وتطبيقها بدقة متناهية ، مع تسهيل متابعة الأمراض والإشراف عليها عند حدوثها، ورسم السياسات الطويلة للتخلص من الأمراض المستوطنة بالبلاد إن وجدت، ووضع الضوابط للتخلص من مخلفات تربية الطيور،وتطهير المزارع الموبوءة وإقامة المرافق المناسبة لذلك . لقد تعرض الكثير من المربين لكوارث حقيقية أدت الى خروجهم من حلقة الإنتاج بصورة نهائية نتيجة غياب مظلة التأمين التي يمكن ان تمدَّ لهم يد العون والمساعدة فهناك كوارث طبيعية أدت الى انهيار مساكن تربية الدجاج وهذا ما اصاب بعض مربي الدجاج في ريف دمشق الشتاء الماضي حيث أدت الثلوج الى انهيار مساكن الدجاج ونفوق القطعان وتدمير التجهيزات اللازمة للتربية والإنتاج ، كما تتعرض معدات وتجهيزات مساكن الدجاج الى التلف والحرائق نتيجة عوامل خارجة عن سيطرة المربي وهي معدات ذات قيمة مرتفعة قد يعجز الكثير من المربين عن إعادتها للتشغيل وبالتالي يتوقفون عن الإنتاج بشكل أو بآخر ، أما الجوائح المرضية التي قد تؤدي الى نفوق القطعان جزئياً أو كلياً فإن أسبابها تكون جلية وواضحة للمتخصصين في هذا الإطار من أطباء بيطريين ومهندسين زراعيين ، وغالباً ما تقع تلك الأمراض نتيجة ضعف أو عدم التزام المنتجين بالتعليمات الفنية لسير العملية الإنتاجية . إن دخول مضمار التأمين على الدواجن من قبل شركات التأمين المحلية من المفضل أن يتم على مراحل وبما يساهم في توحيد المفاهيم بين تلك الشركات وجمهور المنتجين ويعزز خبرة العاملين في الحقل التأميني ، وتعميق تجربتهم ووضع المعايير والأسس اللازمة لنجاح خطواتهم التالية ، ونقترح ان تجري العملية التأمينية وفق المراحل التالية : 1- التأمين على مساكن الدجاج : وذلك من خلال اعتماد المعايير الفنية لأعمال إنشاء مباني الأنشطة الإنتاجية للدواجن والمتوافرة لدى وزارة الزراعة ونقابة المهندسين ولجنة مربي الدواجن في اتحاد الغرف الزراعية السورية . 2- التأمين على معدات وتجهيزات مساكن الدجاج : حيث يمكن لشركات التأمين التعاون مع مصانع التجهيزات والمعدات المحلية ومع وكلاء الشركات الأجنبية لوضع معايير سلامة استخدام تلك المعدات والتجهيزات وطرق التأمين عليها وصرف التعويضات في حالات تعرضها للتلف الجزئي أو الكلي . 3- التأمين على قطعان الدجاج : إن تطبيق المرحلتين السابقتين سوف يساهم في إضافة خبرات جديدة للعاملين في قطاع التأمين تساعدهم بالتعاون مع الجهات المشرفة على العملية الإنتاجية في وزارة الزراعة أو في لجنة مربي الدواجن لدى اتحاد الغرف الزراعية السورية على وضع الضوابط والمعايير التي أشرنا اليها في بداية هذا الموضوع وبما يحقق مصالح مشتركة للاقتصاد الوطني ولشركات التأمين ولجمهور المنتجين وبالمحصلة النهائية للسلامة الصحية لمستهلكي منتجات الدجاج . إن التعاون بين شركات التأمين ولجنة مربي الدواجن سوف يساهم في تأسيس نظام التأمين على الدجاج يشمل كل بنية القطاع ويخلق البيئة المناسبة لتنمية وتطوير هذا القطاع الحيوي المهم . وتبقى الكرة في ملعب شركات التأمين حتى ظهور هذا النمط التأميني إلى حيز الوجود ولدينا من تجارب الدول الأخرى ما يغني هذه التجربة ويطورها ... فهل نفعل ؟؟؟ Leader-56-k @ hotmail.com |
|