|
حدث وتعليق وكلنا أمل بأن يكون التقرير متوازنا وموضوعيا, وغير منحاز للروايات المفبركة التي تسعى الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية وبعض الأنظمة العربية والإقليمية لتثبيتها على أنها حقائق, كي تكون مدخلا للتدويل والتدخل الخارجي في شؤوننا الداخلية . ما يدعونا لقول ذلك هو التصريحات الأميركية والفرنسية المستفزة التي استبقت اجتماع اللجنة, وزعمت أن سورية « لم تحترم تعهداتها « تجاه الجامعة العربية, ودعت بكل وقاحة لتدخل مجلس الأمن الدولي, ما يؤكد حقيقة الإصرار الأميركي والأوروبي على تأزيم الأوضاع عبر التدخل الفاضح بمهمة البعثة, ومحاولة تسييس نتائج عملها, لاستخدامها كورقة ضغط إضافية بهدف اتخاذ المزيد من الخطوات والقرارات العدائية ضد الشعب السوري . فالتقرير الذي ستقدمه البعثة من المفترض أن يتضمن في حدوده الدنيا اعترافا واضحا وصريحا بوجود عصابات مسلحة, وهذا ما شاهده أعضاء البعثة على الأرض وسمعوه من الأهالي, وهذا بحد ذاته سيقوض الرواية التي عملت الولايات المتحدة وحلفاؤها على ترويجها منذ البداية, وهي أن قوى الجيش والأمن هي من تطلق النار على «المتظاهرين السلميين», وهذا بالتأكيد لن يصب في مصلحة أميركا وأتباعها, لذلك ستضع كل ثقلها للتشويش على عمل البعثة وحرفها عن مسارها سواء عن طريق التهديد أو الابتزاز, كي تحافظ على ما تبقى من عصابات مسلحة ساهمت في تمويلها وتدريبها, على أمل أن تستطيع تلك العصابات تحقيق ما عجزت عنه الدول الاستعمارية طوال الفترات الماضية . جل ما يهمنا الآن, هو أن ينقل المراقبون في تقريرهم الحقيقة دون سواها, وبنفس الوقت نريد أن تبني اللجنة الوزارية مواقفها بناء على ما يتضمنه التقرير, فمن غير المعقول أن يقول المراقبون شيئا, واللجنة الوزارية تقول شيئا آخر مناقضا, خاصة أن بعض أعضائها ما زالوا يريدون لمهمة البعثة أن تكون خطوة باتجاه التدويل ويعجّلون للقفز فوقها, كذلك لا نريد للتقرير الأول للمراقبين أن يكون مجرد وسيلة لتطمين السوريين تجاه مصداقية البعثة وحسن نياتها لكسب ثقتهم, ومن ثم تأتي النتائج النهائية للتقارير القادمة مناقضة تماما للحقائق والوقائع كما حدث سابقا مع تجربة ديتلف ميليس سيئة الذكر, فهل ستكون الجامعة وأعضاء بعثتها عند حسن ظن السوريين؟, الأيام المقبلة ستجيب على ذلك. |
|