تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أول الغيث!!

نافذة على حدث
الأربعاء 29-2-2012
حسين صقر

بانتظار الغد.. وما سيحمله من أوهام جديدة.. بانتظار إخفاقات أخرى ينتجها لقاء أعداء سورية في تونس، حيث أن أول «الغيث» قطر.

فمع أن انشقاق أعضاء مجلس «اسطنبول» عن بعضه لم يكن مفاجئاً، ويمكن أن يلحق بانشقاقات وخلافات أخرى في صفوفه، لكنه مؤشر أكيد على دخول أولئك في نفق مظلم يصعب عليهم الخروج منه، ولاسيما بعد أن سبقهم إلى ذلك انشقاق إرهابييهم في الميدان وتشكيل ما يسمى بالمجلس العسكري الأعلى، فضلاً على رحى الصدامات التي تدور بينهم بين الفينة و الأخرى على تزعّم وقيادة الإرهاب وارتكاب الجرائم.‏

وهذه الانشقاقات أيضاً دليل جديد على فقدانهم الهيكلية والاسم والمكان والأهداف والهوية، وخبر يقين على أنهم أدوات يتم تحريكها كلما دعت الحاجة إليها، ثم إعادتها دون الشعور بما يجري حولها.‏

لقد مضت أشهر طويلة وصعبة على سورية منذ تشكيل المجلس المكروه، دون أي نتائج ترضي صانعيه، لذا لجأ أولئك لاستنساخ مجلس آخر، ولكن من نفس الخلية وذات المورث، ومن الضروري أنهم سوف يحصدون النتائج عينها،لأنهم مستمرون بالدوران في حلقة مفرغة وسوف يعودون من حيث بدؤوا.‏

حتى الآن لم يعرف عملاء اسطنبول وباريس وواشنطن والرياض والدوحة، أنهم لن يستطيعوا فعل شيء لا في تونس ولا في أي مكان من العالم، ولم يدركوا بعد أن سورية مطمئنة وتسير بخطا واثقة، وتمسك بزمام المبادرة وأن كل ما يفعلونه ليس إلا هباء منثوراً على أشواك حقدهم وغطرستهم، والتقاطه سوف يكون صعباً عليهم، وخاصة بعد أن رأى الشارع السوري «النموذج الديمقراطي» الذي يسعون لتطبيقه فيما لو كان لهم ما أرادوا !!‏

فإذا لم يعد لأولئك حواس تمكنهم من التمييز بين الحق والباطل، وبين الخطأ والصواب، أو الخير والشر، وبين الصبر والاستسلام، وبين ما يرغبه السوريون وما يكرهونه، فعلى الدنيا السلام، وعليهم معالجة أنفسهم والبحث لها عن أماكن آمنة تقيهم شرور ذواتهم وتخبطهم، وعليهم أن يتركوا «صداقات» كلينتون وساركوزي وحمد وداود أوغلو وأبي رغال ويلتفتوا للحوار تحت سقف الوطن.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية