|
شؤون سياسية منهم من اختطف وعذب ثم سرقت أجزاء من أعضائه الحيوية ثم قتل وكل ذلك بمعرفة الاستخبارات الفرنسية والغربية عدا الجرحى والجنود السوريين الذين غدوا معوقين منهم من فقد بصره أو أطرافه، فلماذا كل ذلك يا فرنسا «المتحضرة» ولماذا ضللوك أيها الشعب الفرنسي من خلال صحافة الاتجاه السائد، وأنت بلادك هي الأشهر في العالم بتقديمها لآلاف المثقفين والأدباء والفلاسفة عبر أكثر من 500 عام؟ السيد ساركوزي رضي على الصعيد الأخلاقي أن يشوه صورة فرنسا وأن يعطيها دوراً في تقويض المنطقة وخاصة سورية وأن يخدع الفرنسيين قبل بعض السوريين في مستقبلهم، في إصرار غريب على الهروب إلى الأمام. هل سيكون الحال مماثلاً لو دولة ما أرادت أن تقوض فرنسا بأساليب النظام الفرنسي لتقويض سورية؟ فما مشروع ساركوزي من أجل المنطقة، وما الرقابة التي يستطيع أن يمارسها على المشروع الأميركي في المنطقة؟ هل يعتقد أن فرنسا وأوروبا ستخرجان رابحتين بانضمامهما إلى مشروع زعزعة المنطقة؟ فرنسا ابتعدت عن دورها المبني على تشييد نهج جديد لأوروبا مع العالم الثالث الذي يعد شريكاً طبيعياً باتجاه شراكة تكاملية بطابع إنساني وهي قررت ليس فقط الارتماء في حضن أميركا، بل الانضمام إلى نظرية الحرب والفوضى التي يسير فيها المحافظون الجدد. وأعمال العنف التي ارتكبها أجانب في سورية عن سابق إصرار وعمد وليس عن طريق الخطأ، بل هم دخلوا بلادي خلسة، تعبر عن طبيعة التدخل في سورية وتندرج في إطار الانسياق في حرب امبريالية همجية على الشعب في سورية. ففرنسا تريد ربط سورية بعد تقويض حكومتها الوطنية والممانعة للعدو الصهيوني بمشروع يحقق لها مصالح اقتصادية، عبر التطبيع غير المشروط مع الإسرائيليين. فالهم الأوروبي الجماعي ولكل دولة على انفراد هو أن يتحقق الاندماج الإسرائيلي في المنطقة العربية، وسورية عقبة، يجب تجاوزها بإرهابها وتقويض استقرارها، بمختلف الوسائل، لاسيما القمعية (الأمنية والعسكرية) ليحقق الاتحاد الأوروبي المتوسطي ما عجز مشروع برشلونة عن تحقيقه خلال أكثر من عقد ونصف عقد مضى. ويبدو أن ساركوزي ونظامه أطلقا رصاصات على أرجلهم عندما لجؤوا إلى بدعتهم الأخيرة بدعم الإرهابيين بالسلاح وبالمدربين على الأرض السورية وإرسال صحفيي الاتجاه السائد «مانستريم» إليها خلسة ومقالاتهم التي تنشر عن حمص في الصحافة الفرنسية الرسمية وغير الرسمية وتبتدئ بعبارة «من مبعوثنا الخاص إلى حمص» مازالت تعيش في الخيال الصحفي بالقول:إن هناك ثورة في سورية في صورة كاريكارتيرية تبعث على القرف. وأولئك الصحفيون المزعومون تصرفوا بشكل سيئ في لقاء المتمردين وحتى إن الصحافة الغربية أوردت بعضها أن ثمة صحفياً حمل البندقية وأطلق باتجاه أحد المخافر الشرطية التي ارتكب المسلحون بحقها مجازر، وهؤلاء الصحفيون لم يتقيدوا بميثاق ميونخ الذي اقره الاتحاد الدولي للصحفيين. هذا في الجانب الصحفي أما في الجانب الأخطر وهو حديث بعض الصحافة العالمية عن وجود جنود وضباط فرنسيين على الأرض السورية وغيرهم من الأجانب والغربيين والموساديين فهم في حالة تدخل في الشأن السوري يدخل في مجال توصيف العمل التجسسي والعمل الإرهابي الذي أسال الدماء السورية وقانون العقوبات السوري واضح بمعاقبته الجرائم الواقعة على السوريين بالصلاحيات القانونية المخول بها القضاء سواء كانت إقليمية أم شخصية فمن أسال دم السوريين كان شريكاً أو متدخلاً فهو لا يمكن اعتباره أسير حرب عندما ستحاكمه السلطات القضائية المستقلة، وعلى النظام الفرنسي أن يسارع إلى إعلام الفرنسيين عما ارتكبت يداه وأن جنوده وضباطه على الأرض السورية يمكن أن يحاكموا على أنهم مجرمو حرب إذا أقر النظام الفرنسي أنه أرسلهم في إطار حرب سرية إلى سورية وهي سابقة في تاريخ فرنسا تخرق المادة 35 من الدستور الفرنسي وتشكل جريمة تخضع لاختصاص المحكمة الفرنسية العليا بحسب المادة 68 من ذاك الدستور. |
|