|
هيرالد تريبيون ولن ينسى الجنود الأميركيون العاملون ضمن هذه الوحدة العسكرية منظر الحجارة و الزجاجات الحارقة التي انهالت عليهم كالمطر في قاعدة باغرام العسكرية بعد إقدام هؤلاء الجنود على إحراق وثائق إسلامية بينها مصاحف . و لدى سماع خبر إحراق المصاحف هب الأفغان في كابول من كل حدب وصوب متجهين نحو القاعدة العسكرية التابعة للناتو في محاولة لإنقاذ المصاحف من الحريق واشتبكوا مع الجنود الذين قاموا بهذه العملية النكراء التي اعتبرت اهانة للأفغان و لمشاعر المسلمين في العالم . الناطق الرسمي باسم حلف الناتو قال إن بعض الجنود الطائشين جمعوا عددا من الوثائق الإسلامية من بينها مصاحف و حاولوا التخلص منها بإحراقها ولم يكن ليعلموا بأن من بين هذه الوثائق مصاحف . البيت الأبيض قدم اعتذاره للشعب الأفغاني عما فعله جنوده من انتهاك للحرمات الإسلامية و لكن هذا الاعتذار لم يشفع لهؤلاء الجنود فعلتهم حيث عمت التظاهرات الغاضبة كابول احتجاجا و غضبا لإحراق المصحف و احتشد الآلاف من الأفغان أمام اكبر قاعدة عسكرية أمريكية في أفغانستان و قد أخذت هذه الحشود بالصراخ ورمي الحجارة وكل شيء يأتي في وجهها من أدوات حادة و زجاجات حارقة و رشقوا بها الجنود المتواجدين أمام قاعدة باغرام والتي تبعد ( 60 ) كم شمال العاصمة كابول . قائد القاعدة العسكرية جون ألن تحدث للأفغان وقدم اعتذاره وشرح لهم سوء التفاهم و إن الجنود تخلصوا ليلا من الوثائق ولم يكن ليعلموا أن بينها مصاحف وطالب بتحقيق فوري في ملابسات الحادث و معاقبة الفاعلين . جون ألن قال عند سماعنا عن قيام بعض جنودنا بإحراق مصاحف قمنا بالإسراع إلى مكان الحادث لمعرفة الجناة و فتحنا تحقيق بالحادث . هذا الكلام لم يستسغه الأفغان لأن الحادثة تكررت أكثر من مرة على الأرض الأفغانية حيث تم تدنيس القرآن الكريم في عام 2010 من قبل جنود أميركيين أيضا , ولكن الجنرال الأميركي مازال يصر على أن الحادثة لم تكن لنيه القصد وكتب نفيه لنية القصد بالأحرف الكبيرة ولم يكن برأي بعض الأفغان ليكتشف الحادث لولا بعض العمال الذين كانوا يعملون بالقرب من القاعدة المذكورة حيث شاهدوا الجنود و هم يحاولون إحراق المصاحف ما حدا بهؤلاء العمال للإسراع ومنع الجنود من إحراق المصحف الكريم و حاولوا إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الكتاب الكريم و قاموا بلفه بثيابهم و الركض باتجاه العاصمة كابول كي يخبروا الناس و لدى سماع الأفغان و خاصة أهل كابول للخبر تسارعوا للهجوم على القاعدة العسكرية الأمريكية وهم يصيحون الموت لأمريكا و أنهم لن يتحملوا وجود أميركيين بينهم بعد اليوم و سيقومون بإحراق الأرض تحت إقدام الجنود الأميركيين إن لم يرحلوا من أفغانستان. المتظاهرون الأفغان تجمعوا في الساحات الرئيسية في كابول وقد اخذ البعض منهم بإنشاد أغان خاصة بجماعة طالبان هذه الحادثة ذكرت الأفغان بالحادثة المماثلة التي جرت في عام 2010 عندما قام أيضا بعض الجنود الأميركيين بتدنيس القرآن في مزار شريف و اليوم تتكرر نفس الحادثة فقد أفاد بعض شهود العيان الذين شهدوا حادثة حرق المصاحف بأن رجلاً و امرأة من الجنود الأميركيين العاملين في أفغانستان وهم يرتدون اللباس العسكري الأمريكي جمعوا وثائق إسلامية بينها مصاحف و رموها في سلال بالية و قاموا بإحراقها , عبدا لله وحيد البالغ من العمر ( 25 ) عاما و عضو اتحاد العمال في أفغانستان قال إن العمال الذين اكتشفوا الحادثة حاولوا أن يخمدوا النار وينقذوا المصاحف من خلال زجاجات ماء قاموا بتعبئتها من النهر و إطفاء الحريق الذي شب في الأوراق الجنرال ألن وضع النقاط على الحروف عندما قال إن هؤلاء العمال ساعدوهم في محاولة إنقاذ المصاحف التي لم تلتهمها النار. قائد الوحدة العسكرية الأميركية طالب على الفور بفتح تحقيق في الحادثة و محاسبة الفاعلين و إنزال اشد العقوبات بحقهم كي يمتص نقمة الشعب الأفغاني الثائر و الغاضب . بقلم سمينغر رحمي و اليسار وبن |
|