تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


دسائس الأنظمة العربية ضد سورية

ايمانيتيه
ترجمة
الأربعاء 29-2-2012
سراب الأسمر

تحاول بعض الدول العربية , عقب قرارها مقاطعة سورية وسحب سفرائها في ضرب طوق عزلة عليها . كما ولم تكتف تلك الدول بإعلان المقاطعة, بل ذهبت أبعد من ذلك حيث طالبت مجلس الأمن الدولي بتشكيل قوة حفظ سلام من الأمم المتحدة والدول العربية لنشرها في سورية.

وقبل ذلك قررت هذه الدول العربية , وفي خطوة منها لتصعيد العنف في سورية إيقاف بعثة المراقبين, وتقديم كل أشكال الدعم السياسي والمادي للجماعات المسلحة في سورية .‏

كما ودعت كل أعضائها إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع سورية . وتعتبر العربية السعودية, الدولة التي تفتقر إلى أسس الاستقرار بسبب عدم وجود نظام تعددي فيها, ولا يتمتع شعبها بأدنى درجات الحرية, والتي لم تتوان عن إرسال قواتها لاجتياح البحرين من أجل قمع المظاهرات الشعبية من أكثر الدول التي أظهرت تشدداً وعدوانية تجاه سورية . وكان وزير خارجيتها قد أطلق تصريحات لا تدل سوى على نية في معاداة سورية والتصعيد ضدها وزيادة إشعال نار الفتنة « إلى كم من الوقت سوف نظل مجرد متفرجين , ومنح النظام السوري المزيد من الوقت ليستمر في قتل شعبه» , في وقت يعلم سعود الفيصل علم اليقين أنه ونظراءه في دول الخليج الذين يدعمونه بعيدين كل البعد عن النماذج الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ! وفي كل الأحوال , يبدو أن فشل الدول الغربية ومن ورائها الدول الخليجية في استصدار قرار من مجلس الأمن ضد سورية جعلها تتجه نحو الجمعية العامة للأمم المتحدة إمعاناً في عدائها لسورية . وبالتالي فإن سلوك دول الجامعة العربية يدخل ضمن سياق بداية حبك الدسائس الدبلوماسية والعسكرية ضد هذا البلد , ولا تبشر هذه السياسة الرعناء بأي خير. وضمن خطط استهدافهم سورية وللتعويض عن الخيبة المريرة والفشل الذي منوا به في مجلس الأمن, قررت الدول التي تشن حملة , ضد دمشق عقد مؤتمر دعوه (أصدقاء سورية ) خلال الشهر الجاري للتباحث في الإجراءات التي يمكن اتخاذها ضد سورية .‏

وضمن هذا السياق , كثرت تصريحات المسؤولين الإسرائيليين التي تحمل تهديدات بشن حرب ضد إيران, الحليف الرئيسي لسورية . والتي تحاول واشنطن والدول الغربية إثارة مخاوف الأنظمة الملكية في الخليج العربي منها ومن مزاعم نياتها العدوانية .‏

ولا يخفى على أحد تأثير عدم الاستقرار في سورية على دول المنطقة, ولاسيما على لبنان . ومن هنا تبرز خطورة قرار تنظيم القاعدة خوض الحرب في سورية ودعوة عناصره إلى الانخراط في الجهاد ضدها, وهذا ما أكدت عليه هيئة الأركان العسكرية الأميركية عن وجود هذا التنظيم فوق الأراضي السورية ووقوفه وراء التفجيرات التي شهدتها مدينة حلب . إنه ( عش الدبابير ) الذي إن فلت لن يعرف حدوداً يقف عندها .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية