|
|
مجتمع قالوا الكثير الكثير على مدى مايقارب العام بحق هذا البلد الطاهر بكل ما تعنيه كلمة البلد من قدسية وروحانية، لذلك نخجل من أن نذكر أي حرف من حروفها في هذا المقام ليس خوفاً أو عدم اكتراث.. بل لأن عفة هذا الشعب العربي السوري وشرف كبريائه وكرم موائده وأبوابه المفتوحة على مر السنين والأزمان تنأيان بعيداً عن النظر إلى قاع الرذيلة التي يتكاثر حولها حثالات المجتمع من طفيليين وانتهازيين وناكرين للجميل والمعروف والخائنين والماكرين والغادرين سواء أكانوا داخل الوطن أم خارجه من عرب أوأجانب إذ كله في الرذيلة سواء طالما يستهدفون وطناً وشعباً وأمة لها فضل على البشرية جمعاء من حروف الأبجدية إلى لغة التاريخ والثقافة والحضارة والأهم روح الإنسانية التي يتمتع بها هذا الوطن الغالي.
ولكن دعونا أن نشير ولو قليلاً إلى بعض التفاصيل اللافتة والمهمة في حياة هذا الشعب عبر مراحل تاريخه.. في أيام القحط والفقر والشدة وأيام الاقطاع والحروب والسفر برلك وكل أنواع الويلات التي شهدتها سورية لم يحن الفلاح السوري والعامل السوري والحرفي والصناعي السوري والشاب السوري والصبية السورية والمرأة السورية والشيخ والطفل رأسه يوماً لأي نوع من أنواع الذل، وكان يفضل الموت قتلاً أو شنقاً أو أي شكل آخر من أشكال العذابات على أن يبيع شرفه أو كرامته والشرف هنا هما الأرض والعرض وما تعنيه في جوهرهما.. فكانوا يزرعون بين الصخور والأحراش والوديان بعضاً من أنواع الحبوب والقمح لتساعدهم على استمرار مقومات الصمود رغم كل أنواع الشقاء، وانتصروا مع ذلك في كل مراحل حياتهم واليوم على مدى أكثر من أربعين عاماً من مناخ الاستقرار السياسي والأمني والاجتماعي أصبح هذا الشعب يتباهى بأنه البلد الأول من بين بلدان ما يسمى بالعالم النامي وربما المتحضر بأنه استطاع أن يحقق الاكتفاء الذاتي ويتحصن بشكل حقيقي في معادلة الأمن الغذائي فاستصلاح الآراضي أنجز بآلاف الهكتارات التي كانت معدومة في حياة الزراعة يضاف لذلك استنباط عشرات بل مئات الأصناف من القمح القاسي والطري والذي يعد من أهم عوامل ودعائم مقومات صمود هذا الوطن العزيز الذي حرر نفسه من صفقات المساومة وشراء الذمم من قبل معسكر الامبريالية العالمية ونشطاء برامج الممرات الإنسانية والعولمة في سباق ماراثون الشركات المتعددة الجنسيات والأهداف السوداء وما أكثرها والتي غزت بأفعالها وخططها الخبيثة حتى غرق نوم الآمنين على امتداد ساحة هذا الشرق إن لم نقل معظم دول العالم. ولذلك فإن من تطاول سابقاً يتطاول اليوم من أقزام بعض العرب على شعب سورية الأبي وينعته بالفقر ولكن حسب نياته الرذيلة نقول لهم: إننا ننتج ملايين الأطنان من القمح أماالقاسي فيصدر من أرض الجزيرة السورية إلى دولة كندا التي تعتبر أول مستورد لهذا النوع من الأقماح من أجل صناعة المعجنات ما يعني أن ربع العالم قد تذوق من خيرات سورية. أما قمحنا الطري لاأعتقد أن أحداً في هذا العالم العربي والخارجي لم يتذوق ولو جزءاً منه أكان خبزاً أم «صموناً» أم كعكاً أم بسكويت أم بيتيفور أم برازق... وغيره الكثير الكثير من الأشكال والألوان. أما قطننا المسمى بالذهب الأبيض فهو دعامة أخرى من دعائم هذا الوطن ومن يلبس من منتجات القطن السوري يبرأ من كل أنواع الحساسية التي تصيب الابدان لأن الأرض التي يعمل بها الفلاح السوري يسقيها من عرق جبينه والفلاحة التي تجني الثمار تنسجه آلات الوطن وتشرف عليه الأيدي الماهرة بدفء القلب وحب الأرض والوطن، وهذا النبض من الحب ترضعه الأم إلى صغارها وهم ينظرون إلى المرابع الخضراء المترامية الأطراف ما يجعل الرؤى المستقبلية تتسع في مدارك أبنائنا حين يصبحون كباراً. أما الزيت والزيتون فحدث ولا حرج إذ أصبحت سورية من الدول الأربع الأولى في إنتاجه ولديها 4 ملايين شجرة مباركة في كل محافظات القطر حتى مناجم الملح متوفرة لدينا فمن يمتلك بنية اقتصادية وخدمية وإنتاجاً اجتماعياً وخدمياً عالي المستوى هل يخشى من جوع أو فقر أو تهديد. ومن ينعتنا بالفقر وبأشياء أخرى نقول لهم اطمئنوا لن نموت جوعاً.. بل أنتم المعلعلون والمسقومون وتحتاجون إلى غذاء نظيف وهواء نقي وهذا غير متوفر لديكم.. فهل تتعالجون عند السوريين..؟؟! |
|
