تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عذراً يا وطني.. من فضاء العجب

فضائيات
الأربعاء 29-2-2012
سلوان حاتم

لم يعد في العالم أجمع من لم ير و يسمع بالجمهورية العربية السورية وطبعا شرف لهم أن يسمعوا بنا ويروا طهر بلادنا ولو كانت آذانهم وأعينهم لا ترى الحقيقة عبر ما ينقلونه لهم من صور ثم يتبجحون ويقولون: إنهم وباسم الديمقراطية أعداؤنا القدماء الجدد.

عذرا يا وطني انهم زيفوا الصورة وقاموا عن سابق قصد وترصد بسوء العمل أن حولوا الذئب إلى حمل وتحول مغتصب عروبتهم إلى أمل ينشدونه دونما أي حياء أو خجل عبر الفضاء لكي يهاجم بلدنا, نعم هكذا هم ديمقراطيو حمد ولا استغراب ولا استعجاب ولا عجب أن تقوم قنوات الكيان الصهيوني وإعلامه بمهاجمتنا ولكن العجب العجاب ان تتحول قنوات العرب ودونما سبب لمهاجمتنا، كما الغرب بدجل ورياء وكذب.‏

عذرا يا وطني إن فضائياتهم لم تزر في عام مضى فلسطين الجريحة ولا قالوا كيف يعامل الصهاينة أسرانا معاملة قبيحة ولم يقولوا في مجلس الأمن إن لسورية أرض احتلت اسمها الجولان بل قاموا بفعلهم الجبان أن ذهبوا ليطلبوا موتنا ويسبقهم ولد وقد نسوا القدس والجولان كما فعل حمد.‏

عذرا يا وطني فالعالم يتكلم عنك ونسوا أن يعرضوا صور أوغاريت وأول أبجدية قدمت للتاريخ عذرا يا وطني فقد نسوا أن زنوبيا وحضارتها العريقة لم تركع للرومان وأن أرضنا الحبيبة هي منشأ الأوطان وأقدم عاصمة في التاريخ هي دمشق.‏

عذرا يا وطني إن الفضائيات ومحللي الفضائيات ومذيعي الفضائيات العربية نسوا أنهم إلى دمشق لا يحتاجون إلى جواز سفر أو تأشيرة للدخول وتحدثوا عن مقاطعة للعرب.. نعم صدقوا فهم فعلا قاطعوا العرب ولا ندري كما قال نزار أنرثي العروبة ام نشكو العرب؟ بأن أكلوا من خيراتنا وتغطوا بسمائنا الطاهرة ثم وكما التاريخ يتكلم عن تاريخهم قاموا بطعننا من الخلف لأنهم يعلمون أننا نسير في المقدمة.‏

عذرا يا وطني أن نسمع الديمقراطية تفوح من فضائيات بلاد تمنع ممارسة الديمقراطية وتتحدث كما لو أنهم مازالوا في عصر الجاهلية وربما أخطأنا إن ظننا أن أبا رغال قد مات لأن ألف أبي رغال ظهر عبر قنوات الجزيرة والعربية والفضائيات وأن مسيلمة مازال يتحدث أنه نبي وجاء لتخليص البشر وقد لاقى ترحيبا كبيرا في قطر, فقد عاد عصر الشعوذة والدجل يسيطر على الأذهان هذا إن كان فيها عقل.‏

عذرا يا وطني وعذرا يا شهداء السادس من أيار, عذرا يا يوسف العظمة و يا سلطان باشا الأطرش, عذرا من الشيخ صالح العلي ومن المناضل ابراهيم هنانو, عذرا أدهم خنجر و أحمد مريود ومن أبطالنا في التاريخ ومن أبطال حرب تشرين التحريرية ومن شهدائنا عبر مئات السنين, عذرا منكم أجمعين لأنهم عبر فضائياتهم لا يتحدثون عن بطولاتكم من أجل تحرير سورية بل من قدمتم دماءكم لإجلائه عن أراضيكم يحاولون إعادته أي عودة أعاديكم عودة الأعداء لقتل ماضيكم.‏

عذرا يا وطني لأن فضائياتهم ترينا أن من قتل الاجداد في ماضينا يضع اليد في اليد في صورة تدل أنهم جاؤوا ليسحقونا وتنقل الصورة على انهم يريدون أن يحررونا! فأي حرية تأتي من أياد ملطخة بالدماء في العراق ولبنان وفلسطين و ليبيا فرائحة الدماء تفوح في السماء.‏

عذرا يا وطني فبين محتل مضى ومستعمر زمنه انقضى وبين قاتل يلوح في السماء نقول ومازلنا بلد الكبرياء إن وطننا باق لن يموت .. باق لن يموت... فنحن موجودون منذ القدم.. ثابتون كأشجار التوت نحن سورية الصمود.. سورية القوية.. سورية لا تموت.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية