تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من يردع التجار عن رفع أســـعارهـم الفاحشـة؟

أسواق
الأربعاء 29-2-2012
أمير سبور

على ما يبدو أن السوق المحلية قد تحررت فعلياً من أي رقابة تموينية أو صحية أو حتى رقابة الضمير التي غالباً ما كانت تردع البعض عندما تغيب معظم الرقابات، أما اليوم فقد

بات الجشع والطمع وتحقيق الأرباح هو العنوان العريض الحاضر في كل سوق وعند كل حالة بيع أو شراء ليقع المستهلك فريسة سهلة تحت ضغط الحاجة والطلب لشراء هذه السلعة أو تلك فمن يتابع واقع الأسواق المحلية اليوم يصل إلى نتيجة مفادها أن انعدام سبل الرقابة بأنواعها شجعت الكثير من الباعة والتجار على وضع السعر الذي يرونه مناسباً بعيداً عن خوف أو رادع لهم سواء كان ذلك بمبرر أو غير مبرر وإذا أخذنا عينة من المواد الغذائية على سبيل المثال نجد أن سعر علبة الطون وصل إلى 90 ليرة في حين كانت لا تزيد على 65 ليرة وسعر علبة زبدة الغوطة وصل إل 125 ليرة في حين لم يزد على 90 ليرة وأن الزبدة المستوردة وصل سعرها إلى 150 ليرة وجبنة المثلثات وصل سعرها إلى 115 ليرة بعد أن كانت 85 ليرة كما وصل سعر الكيلو من الموز إلى 90 ليرة بعد أن كان يباع بـ45 ليرة وأن كغ من الكيوي يباع 150 ليرة وهناك قائمة طويلة من السلع والمواد التي ارتفعت أسعارها من 35٪ إلى 100٪ وهذا الارتفاع انعكس ومازال يثقل كاهل المستهلك الذي انخفضت القيمة الشرائية لديه وهذا بحد ذاته يشكل نقطة تحول سلبية في آلية المعالجة وعدم اتخاذ أي اجراء من قبل الحكومة أو الجهة المعنية بضبط الأسعار..!؟‏

وإذا كان المبرر ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية، فهل يعقل أن يتم رفع وزيادة الأسعار بهذه النسب التي تصل أحياناً إلى 100٪ كما حصل ويحصل اليوم في زيادة الطلب على الأدوات والشواحن الكهربائية التي أغرقت السوق المحلية بأصناف شرائها ومن المدهش اليوم أيضاً ومع ارتفاع ومضاعفة أسعارها أن يشتري المواطن أصنافاً لا تتوافر فيها الحدود الدنيا من الجودة ولاالمواصفة المطلوبة وحتى أن بعضها يمكن أن يطلق عليها الاستخدام لمرة واحدة .‏

وهذا الخلل في ادارة السوق وعدم اخضاعها للمراقبة سواء كانت الصحية أم الجودة أم السعرية يؤدي إلى أن المواطن يدفع الثمن مضاعفاً من قوته وقوت أبنائه والسؤال المطروح اليوم: من المسؤول اليوم عن حماية المستهلك في ظل سوق مفتوحة على جميع الأصناف والستوكات التي راح بعض التجار وبكل أسف يسعون إلى استيراد ما هو بمرتبة النفايات من السلع والمواد التي لا تصلح إلا لمرة واحدة وتدخل على المنافذ الحدودية دون رقيب أو حسيب ثم أين هو دور شركات المراقبة التي استقدمت إلى السوق المحلية منذ سنوات وهل اقتصر دورها على استيفاء الرسوم المتوجبة على كل ارسالية واستيراد سلعة بالقطع الأجنبي بعيداً عن تحديد الجودة والمواصفة المطلوب توافرها كحد أدنى..؟! أسئلة كثيرة باتت اليوم بحاجة إلى اجابات وخاصة من قبل وزارة الاقتصاد والتجارة التي أعلنت مؤخراً عجزها عن المراقبة بعد أن تحررت معظم أسعار السلع والمواد.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية