|
دمشق- الثورة ومما يزيد في أهمية تلك الموارد أن سورية تعتبر بلداً جافاً وشبه جاف يتصف بندرة موارده المائية عموماً وبعدم تجانس توزعها المكاني ، وبالتالي بعدم انسجامها مع التوزع الاقليمي للسكان مما يعرض تلك الموارد لضغوطات كبيرة ( كمية - نوعية) وقد زاد في حدة هذه الضغوط تزايد معدلات النمو السكاني والتطور الاقتصادي والاجتماعي السريع الذي شهدته سورية في العقود الاخيرة وما رافقه من نشاطات بشرية أدت الى الكثير من التغيرات في استعمالات الأراضي الأمر الذي نجم عنه زيادة الطلب على الماء بحدود فاقت في بعض الاماكن حجم الموارد المتاحة، مما أدى الى ظهور نقص امدادات المياه وتعتبر الزراعة المستهلك الأول للمياه حيث تشكل حوالي 87٪ من مجمل استخدامات المياه ولهذا فانه لابد من وضع الاستراتيجيات والآليات اللازمة لحسن استثمار الموارد المائية وخاصة للأغراض الزراعية بهدف تقليل ورفع كفاءة الاستثمار. وفي هذا السياق يؤكد مدير الارشاد المائي وجمعيات مستخدمي المياه المهندس عاطف ديب أن وزارة الري تبذل جهوداً كبيرة في هذا الاطار حيث تم احداث مديرية الارشاد المائي وجمعيات مستخدمي المياه مهمتها نشر العمل التشاركي بين الفلاحين في استثمار المياه عبر تشكيل جمعيات مستخدمي المياه وهي جمعيات أهلية غير حكومية تدار بواسطة أعضائها من أجل منفعتهم لتحقيق ادارة أفضل للمياه. وتهدف الى ضمان تنظيم مشاركة المستخدمين للمياه بما يحقق عدالة التوزيع للمياه بين جميع المنتفعين ( أعضاء الجمعية ) ووفقاًَ للاحتياجات. وعضوية الجمعية الزامية لجميع المنتفعين المستخدمين للمياه، في نطاق عمل الجمعية الذي يشمل مجموع مساحات الأراضي المستفيدة من المصدر المائي للجمعية، ويقوم أعضاء الجمعية من المنتفعين بالمياه بانتخاب مجلس ادارة للجمعية. ويتولى المجلس حسب تعبير المهندس ديب وضع برامج تشغيل واستثمار المناطق المروية حسب الخطة الزراعية ومتابعة هذه الخطة لضمان الاستثمار والتوزيع الامثل للمياه وادارة وتشغيل وصيانة جزء أو أجزاء من الشبكة المائية بتفويض ومتابعة من الجهة الحكومية المعنية واعداد جداول توزيع المياه بين المنتفعين كما تتولى تحديد تكاليف الخدمات التي تقدمها الجمعية وتوجيه الفلاحين الى ضرورة الترشيد المائي وتطبيق طرق الري الحديثة بهدف الاستثمار الأمثل للموارد المتاحة. ولتشكيل جمعيات مستخدمي المياه يتطلب تقديم طلب من قبل المنتفعين من المصدر المائي ( لايقل عددهم عن عشرة أشخاص) الى مديرية الموارد المائية في المحافظة المعنية ويرفق بالطلب الخطي بيان بأرقام ومساحات العقارات العائدة للجمعية. وأوضح ديب أنه تم تشكيل أكثر من 60 جمعية في مختلف المحافظات حتى الآن وتعمل وزارة الري جاهدة لنشر وتشجيع التشاركية في استثمار المياه للزراعة باعتبار المياه ملكاً عاماً وليس فردياً وتهدف على المدى الطويل أن تستثمر مياه كافة الابار المرخصة بشكل جماعي من خلال جمعيات مستخدمي المياه وفي هذا الاطار قامت مديرية الارشاد المائي وجمعيات مستخدمي المياه بانجاز بروشور للتعريف بجمعيات مستخدمي المياه بالاضافة الى دليل الجمعيات وتوزيعه على مديريات الموارد المائية في المحافظات ليصبح في متناول الفلاحين وتقوم المديرية بجولات دورية للاطلاع على حسن سير عمل الجمعيات وبندوات وورشات عمل لزيادة نشر الوعي لدى الفلاحين بضرورة التوجه الى الري الجماعي عن طريق جمعيات مستخدمي المياه وهي تجربة أثبتت جدواها وفاعليتها في العديد من دول العالم. |
|