|
الصفحة الاولى المستندة الى الثوابت التي أرساها الشعب السوري وارتضاها نهجا له في مقاومة المشروعات الغربية في المنطقة. وقالت لايي في مقال أمس: انه في السادس والعشرين من شباط الجاري أجري استفتاء يؤسس لمرحلة جديدة في حياة أغلبية السوريين ممن صوتوا على الدستور من أصل 14 مليونا مؤهلين للتصويت حيث جاء الاقبال الهائل على الاستفتاء كانعكاس للحاجة الى التغيير نحو دولة أكثر حداثة من جهة ورهانا على الحل السياسي للازمة من جهة اخرى. ولفتت لايي الى أن الدستور الجديد يؤكد انتماء سورية للعالم العربي والثقافة العربية كمبدأ أساسي وأنها هي القلب النابض لهذا العالم وقاعدة المقاومة للمشروعات الصهيونية والاستعمارية. وأوضحت الكاتبة أن الدستور يؤكد أيضا أن سورية والشعب السوري هم ورثة الحضارة العريقة التي تعاقبت في الماضي على هذه الارض والتي تمسك اليوم بزمام التغيير متكيفة مع الايقاعات الجديدة التي تتطلبها الحياة المعاصرة لكن دون اغفال للدور الانساني الذي تضطلع به سورية في المجتمع الدولي. وأضافت.. ان هذا الدستور الذي صوت لاجله الشعب السوري يشمل نقاطا أساسية وجديدة عدة على الصعيد الاقليمي اذ يؤكد النظام الجمهوري مع السيادة الكاملة للدولة وعدم قابلية تجزئة الاراضي السورية وينص أيضا على أن السيادة تكمن في الشعب وفي يومنا هذا نادرا ما يتم التفكير بتطبيق هذه النقطة في أغلب البلاد العربية الاخرى. ورأت لايي أنه من العوامل التي تجعل هذا الدستور مختلفا عن الذي قبله هو ظهور مبدأ التعددية الحزبية حيث يتمتع كل مواطن بحق الانتماء لاي تيار فكري وبحقه في المشاركة في الانتخابات ابتداء من الترشح لرئاسة الجمهورية وغيرها من المناصب في الدولة كما أنه يمنع انشاء أحزاب على أساس ديني أو قبلي أو بناء على التفرقة بسبب العرق أو الاصل فضلا عن حق المواطنين في التظاهر السلمي والاضراب عن العمل ما يجعل من هذه الاداة ترسيخا لحق المواطنين في حرية التعبير بأي وسيلة وفي هذا السياق يتم ضمان حرية الصحافة ووسائل الاعلام واستقلالها وفقا للقانون. وقالت الصحفية الارجنتينية.. أمام هذا المشهد الجديد الذي يطبع حياة السوريين كان هناك تياران.. الاول يمثله أولئك الذين تجمعوا في مراكز الاستفتاء وراهنوا على التغيير والاصلاح وفي الجانب الآخر أنصار العنف الذين دعوا الى مقاطعة الاستفتاء مشددة على أن بعض المواطنين السوريين ممن لم يوافقوا على بعض مواد الدستور آثروا أن يأتوا لابداء رأيهم من خلال صناديق الاقتراع. وأضافت.. لقد أرسل السوريون من خلال الاقبال الواضح على صناديق الاقتراع رسالة الى المجتمع الدولي بأسره تقول ان حل الازمة السورية يتم في الداخل بين السوريين وعبر تجديد الثقة برئيسهم في حين أن المعارضة الخارجية ومقرها في اسطنبول دعت الى مقاطعة الاستفتاء وعادت لتظهر اشارات حول رفض الحوار مع الحكومة واعطاء الاولوية لاعمال العنف الحالية من خلال الدعوة الى تسليح المعارضة. وتابعت لايي في مقالها.. ان معاقبة المجتمع السوري ومحاصرته وفرض العقوبات عليه وتسليح المعارضة من أجل الاستمرار في خطة العنف هو الخطاب الدائم لزعماء دول الخليج العربية والدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والمانيا الذين لم يملوا تنظيم اجتماعات ضخمة تنتهي دائما بالفشل. واختتمت لايي مقالها بالقول.. لقد بدأت سورية في طريق التغيير على الرغم من أن أعداءها يصرون على سلوك طريق الفوضى. يشار الى أن الارجنتينية تمارا لايي كاتبة ومراسلة صحفية ولدت في دمشق ومنها استمدت شخصيتها البعد المقاوم فناصرت القضية الفلسطينية ودعمت المقاومة ومشروعها في فلسطين ولبنان ونشطت في تأييد الممانعة للمشروعات الاستعمارية في المنطقة العربية . |
|