تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نقطة مضيئة تبدد ظلام الفكر... أنطــون حـداد: العقـل ينتصــــر للحـب والتسامح

ثقافة
الاثنين 12-8-2019
فاتن أحمد دعبول

«الحب ذلك الشعور المختلف عن كل مشاعر الإنسان، قد يزول الغضب ويتبدد الخوف عند الأمان ويزول اليأس عند بارقة أمل ويطفىء نيران الشوق اللقاء، وقد يتلاشى شعور الإحباط عند الفوز بفرصة سعيدة

.. إلا الحب يبقى ملازما للجسد حتى فنائه ..»‏

في روايته «هارمونيكا، مأساة كاهن» يرى المؤلف أنطون خليل حداد أن الحب هو الوحيد القادر على التغلب على قوة الظلام والظلم وأفكار الشر، لأنه يولد في القلب ويسبح في شرايين الجسد، يصل لكل خلاياه، ينعشها أملا وتسامحا وعشقا لاينتهي.‏

ورغم أن تجربته الروائية لم تكتب في مقتبل العمر، بل جاءت بعد أن شكلته الحياة من جديد بأحداثها وأوجاعها لتنضجه على نار هادئة فيثمر هذا النضج رواية هي على قدر كبير من الأهمية والبعد الإنساني، في مرحلة أصبح كل شيء يتجه إلى التسطيح واللامبالاة، ليحل مؤلفنا كنقطة مضيئة تسبح في ظلام الفكر، ولكن لمن يكتب ولماذا يكتب، ونحن في زمن لايجد الكتاب سوقا رائجة إلى حد ما يقول:‏

•• لاأعتقد أن زمن اللاقراءة يمكن تعميمه، وبالتأكيد مازال هناك من يقرأ ويكتب أيضا، والدليل مانراه اليوم من إصدارات لروايات جديدة والحركة المقبولة في معارض الكتب والمكتبات، ولو لم تكن كما نتمنى لكنها مقبولة نوعا ما، أما أنا فعلى قناعة أن من شب على شيء شاب عليه، وبوجود الانترنت والقراءة الإلكترونية قد يكون هناك رقم كبير من القراء لايمكن تحديده، وأنا أكتب لكل من يحب القراءة.‏

• ماهي دوافعك للكتابة وكيف تصف مرحلة البداية والمخاض؟‏

•• بدأت الكتابة في أواخر السبعينات، وكنت أحتفظ بكل ماأكتبه على الورق، ومايعجبني منه أقوم بحفظه في دفتر خاص، تأثرت كثيرا بالحرب العراقية وتدمير العراق، وأتت بعدها الأزمة المؤلمة في سورية والتي تفاعلت معها على مدار الساعة، وبدأت في العام 2011 بكتابة رواية» هارمونيكا، مأساة كاهن» أهملتها كثيرا وكنت أكتب أحيانا صفحة وأغيب عنها أشهر حتى رأت النور في العام 2018.‏

• رغم أن تجربتك في كتابة الرواية هي الأولى، فقد لاقت صدى طيبا لدى جمهور المتابعين، فما هي مقوماتها التي برأيك حققت هذا النجاح، وهل يدفعك هذا إلى تجربة جديدة؟‏

•• كتبت «هارمونيكا» بأسلوب سهل وكلمات بسيطة، حاولت فيها نثر كل لواعج النفس البشرية من المرض حتى الحب والحزن فالموت وصولا للظلم والتفكير بالانتقام.‏

تقصدت في الرواية أن تكون دون 150 صفحة، لأضمن عدم ملل القارىء منها، وقد يكون هذا من ضمن الأسباب التي نالت روايتي الإعجاب وبالتأكيد هذا الصدى الجميل لروايتي سيكون دافعا قويا لكتابات قادمة.‏

• تتضمن الرواية أحداثا ضمن فترة زمنية محددة، لماذا هذه المرحلة حصرا؟‏

•• تمتد الرواية بين عامي 1940 و2004 تقريبا وهي الفترة التي شهدت استقلال سورية وشهدت عدة حروب في المنطقة، سواء مع اسرائيل أو عربية وخليجية وكنت شاهدا على بعضها، مايعطي الرواية المصداقية الحقيقية.‏

• ماهي الرسالة التي تحملها الرواية، وهل من مشروع لتحويلها إلى عمل درامي؟‏

•• الكاهن داود كان له أخ في الرضاعة اسمه حمزة، وبعد وفاة والد داود الذي كان مختارا للقرية، اختار داود الحاج محمود» أبو صلاح» ليكون مختار القرية نظرا لنزاهته وسمعته الطيبة، داود فقد وحيده وفقد زوجته حزنا عليه، كل ذلك بسبب القصف الأميركي الظالم على العراق ووصل إلى مرحلة التفكير في الانتقام لكنه تراجع أمام الحب وعاش متسامحا، وهذا ماعايشناه جميعنا في سنوات هذه الحرب، ولابد أن نعود أخوة كما كنا وكان داود وحمزة، ناهيك عن أفكار كثيرة.‏

ورسالتي بالطبع هي دعوة إلى الحب والتسامح ونبذ الأحقاد وأفكار الانتقام، وأتمنى حقيقة تحويل الرواية لعمل درامي في حال توفر العوامل الإيجابية.‏

• كيف ترى المشهد الثقافي في الوقت الحالي وهل برأيك تقوم المؤسسات الثقافية بدورها في إغنائه؟‏

•• في الوقت الحالي ربما المشهد الثقافي شبه عاجز، والمؤسسات الثقافية قد تكون مقصرة في إغناء هذا المشهد بشتى المجالات»سينما، مسرح، مهرجانات ثقافية ..» لكن لاننسى في الوقت نفسه أننا عشنا حربا لئيمة وحصارا جائرا يعطي بعضا من العذر للتقصير.‏

• ماذا في الجعبة، وهل تفكر في كتابة القصة؟‏

•• أقوم حاليا بكتابة روايتي الثانية من صميم الحدث السوري والتي تمتد أحداثها بين عامي 2011 حتى 2018 وفي الكتاب أنقل مايعصف داخل تفكيري من أفكار وصور وترجمتها على الورق، وبالتأكيد سوف أتبع إحساسي بما أكتب.‏

• ماهي أدواتك الأساس في الكتابة؟‏

•• أهمها اللغة البسيطة في السرد والابتعاد عن الثرثرة الروائية المملة والتفاصيل العابرة، واعتمد الأحداث المتواصلة دون اللجوء إلى الفصول والأبواب، فكان الانتقال من حدث إلى آخر يتم عبر قصيدة صغيرة أو نثر ما، وكنت أكتبها بهدف أن يقرأها العامة والنخبة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية