|
رؤية صحيح أنه مجرد طريق عبد حديثاً، لايحتاج لكل هذه الفلسفة، لكن ما ضيرها, طالما أنها تحيي مقارنات جديدة، وطالما أنك تحاول ألا تترك تلك الافكار التي تداهمك مؤقتاً وانت تنعطف يساراً ويميناً، بعيداًعن طريقك الاعتيادي وهو يستعد لكسوة اسفلتية جديدة.. في يومك الأول.. تشعر بطراوة المشي، يشبه الامر رداء جديدا، الفرق أننا نحن البشر حين نرتدي جديداً، قد نفكر بالاحتفاظ بالقديم, اما هنا فكسوة الطريق حتما تلغي ماقبلها، تختفي تلك النتوءات المهترئة، او تلك الرقع التي تشبه عملية جراحية أجراها جراح فاشل، فترك ندبة لاتندمل..! في أيام تالية.. تعتاد الكسوة الجديدة، ولا تفكر بها ثانية..! ولكنك قبل ذلك تشعر أن للطرقات انينها الخاص.. وجعاً لايحتمل..! وجع لايشبه آلامنا نحن البشر، فوجعنا منبعه أفكارنا.. أحاسيسنا.. أمزجتنا.. بينما الطرقات تداس يوميا آلاف المرات، تفقد آلاف الدعسات التي اعتادتها تآلفت معها، والان يختفي كل شيء! نحن نتمرد.. نرفض.. نعبر.. استكانتها وحفيف الاصوات فوقها.. كأنها حكم أبدي مبرم..! هنا نتشابه معها حين تعلق بنا بعض الافكار وتأبى الانفكاك عنا.. كتلك الحبيبات الاسفلتية التي لم يعد بالإمكان فصلها الى أن تتآكل.. من جديد! ترى حين تصبح تلك الافكار منغرسة بنا، كأنها جزء من كينونتنا.؟! ألا نحتاج الى طرقات لايهم ان كانت معبدة حديثا، او متآكلة.. المهم أن تقودنا.. الى أمكنة تكشف لنا نكتشف ضيق طرقاتنا, اكتشافنا.. لايعني انه بإمكاننا الانطلاق بسهولة وسرعة نحو طرقات أخرى.. ليس خوفاً.. ولكن الزمن جعلنا نبدو عالقين في وكر فكري، كسوته عاطفية، حين نقارن بينها وبين تلك الاسفلتية القاسية التي غطت كل مساوئ الطريق, نتمنى لو أننا يوما كنا قساة كتلك الدواليب الفولاذية التي عبدت طريقاً لن تهترئ كسوته الا بعد أن تمرر آلاف الاخفاقات..وملايين الانكسارات.. بلا أدنى اهتزاز.. مجرد طريق يمرون عبره.. أرواحهم المسجونة ضمن غلاف خارجي..تشبه تلك الحبيبات الاسفلتية المتآكلة التي عبدت فوقها كسوة خارجية.. لن تتمكن يوماً من الافلات لأنها علقت وحدد مصيرها سلفاً..! soadzz@yahoo.com |
|