تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


خلط متجدد

صفحة أولى
الثلاثاء 21-6-2016
مصطفى المقداد

لا تكاد تنجلي مشكلة في الأزمة المفروضة على سورية في العدوان الكوني إلا وتظهر مشكلات وعقبات جديدة تعكس الأبعاد الحقيقية للعدوان.

فالمتآمرون الذين بدؤوا عدوانهم عبر أكاذيب صغيرة ما لبثوا أن زادوا جرعات حقدهم مؤثرين في البنية التفكيرية للدول والشعوب والمنظمات الدولية والإقليمية على السواء‏

بحيث تم التعامل مع مفاهيم ومصطلحات مستجدة لم يسبق للعالم التعامل معها ومنها أكذوبة المعارضة المسلحة المعتدلة كواحدة من المفاهيم التي ألزمت الولايات المتحدة منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية وهيئات الإغاثة والمساعدات الدولية على الدخول في مفهوم الإرهاب المزعوم والإرهاب المحمود.‏

وفي ظل حالة الخلط والتضليل الإعلامي والسياسي والدبلوماسي تطرح الولايات المتحدة والغرب الاستعماري مشاريع ومقترحات ليست في أذهان السوريين وهي لم تكن يوماً ضمن مفاهيمهم وتفكيرهم، لكنها تخدم المشروع الاستعماري البعيد، وتلتزم دعم المشروع الصهيوني في الوقت الحالي بحيث يتم تكريس كيان العدوان في فلسطين المحتلة كقوة أساسية، فيما يتم إضعاف الدول العربية من خلال مشروع الربيع العربي المزعوم وإشاعة الفوضى والحرب والتقتيل وصولاً إلى تحقيق مشروع التجزئة القائم على أسس طائفية ودينية وعرقية ومذهبية.‏

فمن يطرح فكرة الإدارة الذاتية لا يلبث أن يطورها إلى الفيدرالية الإدارية فالسياسية وصولاً إلى المطالبة بالانقسام والتجزئة في نهاية المطاف، وفق الخطط المرحلية التي يبدلها المتآمرون خدمة للمشروع الأكبر، والغريب في الأمر دوماً وجود أفراد يحملون هذه المشاريع ويطلقونها باسم الشعب أو جزء منه خلافاً للإرادة الشعبية والمشيئة الوطنية.‏

وتستهدف هذه المشاريع الاستعمارية إحياء الوجود الاستعماري من خلال حالة التضليل والتخويف وايجاد حالة سكانية مغايرة من حيث التوزع للوضع القائم مسبقاً مع إدخال عناصر غريبة مزودة بالسلاح والدعم الاستعماري علّها تنفذ قسماً من مشروع التقسيم البعيد. لكنه فاشل بالتأكيد في ظل عدم وجود عوامل موضوعية أو ذاتية لإنجاحه..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية