تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أميركا لن تتغير.. وجيشنا يتقدم على الجبهات كافة

متابعات سياسية
الأربعاء 22-6-2016
منير الموسى

عبر الأميركان عن قلقهم من ضرب سلاحي الجو السوري والروسي لجماعات إرهابية تسميها واشنطن « معارضة معتدلة» مدعومين منها مع رفضها تقديم خرائط توضح أماكن انتشار الجماعات المنخرطة في الهدنة،

واحتجت وزارة الدفاع الأميركية زاعمة أن غارات مماثلة استهدفت ما يسمى «جيش سورية الجديد» وهو الحشد الإرهابي المغلف باسم جديد والذي ترعاه بريطانيا بذريعة محاربة داعش في البادية السورية على الحدود مع العراق.‏

فتنظيم داعش أصبح الورقة التي تلعب بها واشنطن وحلفاؤها للقضاء على الدولة السورية، حيث بذريعة محاربتهم داعش يزيدون من تسليح الجماعات الإرهابية الأخرى.‏

وكل العالم يعرف أن واشنطن تكرر أخطاء الماضي بحل الأزمات بالقوة وأنها لم تتوقف عن استخدام الإرهاب لاستهداف سورية عبر دعم مجموعات إرهابية مسلحة تصفها بـ «المعارضة المعتدلة».‏

ولم تف واشنطن بالتزامها بخصوص فصل مجموعات ما تسمى بالمعارضة التابعة لها عن تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي بهدف عرقلة الحرب على الإرهاب، ويبدو حتى الآن أن أي حل سياسي تريده الولايات المتحدة في سورية هو عن طريق دعم الإرهاب والتلويح والتهديد وآخر التهديدات جاءت عبر رسالة موظفين في الخارجية الأمريكية..‏

إن ذلك يثير الاستغراب وجهات روسية حذرت من أي مغامرة أميركية ضد الجيش العربي السوري الذي يسجل الكثير من التحول الاستراتيجي حيث يخوض معارك على جبهات القتال في ريفي حلب الشمالي والجنوبي منذ عشرة أيام على التنظيمات الإرهابية لمنع أي هجوم استباقي إرهابي وخاصة على محاور بلدتي خلصة وحميرة بالريف الجنوبي.‏

لقد علا الصوت الأميركي بنفاد الصبر ليأتي الرد من رئيس الأركان الروسي بقوله نحن من نفد صبرنا وليس الأمريكان لأن الإرهابيين يستعيدون قواهم والوضع يتأزم مجددا. والخشية والتحذير من خطورة توظيف الوقت التفاوضي في تغيير معادلات الميدان، وثمة امر يثير الريبة من جديد ويشكل عملاً استفزازياً وهو أن قوات حلف شمال الأطلسي تقوم بنشر بطاريات باتريوت، في ولاية قهرمان مرعش جنوب تركيا!‏

وهذا مؤشر على أن واشنطن في أشد حالات القلق والسباق مع الزمن إذ يحقق الجيش العربي السوري وحلفاؤه إنجازات مهمة على جبهات غير معلنة وبتقدم سريع، كبلوغ مشارف مطار الطبقة العسكري أو التقدم باتجاه السخنة التي تشكل بداية اوتستراد حمص- دير الزور، وذلك للقضاء على أي اختراقات مفاجئة في الجبهات الشرقية ومنعاً للاستفراد الأميركي بتحقيق تقدم هناك بذريعة محاربة داعش وهي الذريعة تشكل أهم أوراق واشنطن وإدارة الرئيس باراك أوباما لاستهداف سورية.‏

عمليات جيشنا الباسل مستمرة على كل الجبهات بدءاً من السيطرة على بلدات جديدة في الغوطة، عدا تدمير عشرات مواقع داعش والنصرة وآليات وعتاد وقتل عناصر منهما، وتحقيق إنجازات جيواستراتيجية في محافظتي الرقة ودير الزور والإطباق على داعش حيث بات الجيش العربي السوري على أبواب مدينة الطبقة، في مؤشر إلى تضييق الخناق أكثر على تنظيم «داعش»، ومثله التقدم في الغوطة وداريا وصولاً للسيطرة على كل مفاصل الأمن المحيطة بدمشق وطريق حمص دمشق الدولي، وما يجري في درعا وجوارها، وحتى معركة إدلب قادمة، وتقدم الجيش في ريف اللاذقية وخسائر جبهة النصرة وحلفائها الكبيرة جداً.‏

كل ذلك لأن واشنطن لاتزال أبعد ما تكون عن أن تحسم خياراتها بشأن جبهة النصرة الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة رغم تداعي الأمن في بلاد الغرب إلى حدود الخطر، ولا تبدي حتى الآن أي تعاون في محاربة الإرهاب مع روسيا وإيران وسورية بسبب التحسب لأمن إسرائيل ومتطلباته وبسبب أن العائلة الحاكمة في السعودية ترى أن أمنها من أمن إسرائيل حيث إن الأسابيع والأشهر المقبلة ستشهد تطورات ونقلة كبيرة في علاقات المملكة الوهابية مع كيان الاحتلال الصهيوني فالآن بات التآمر واضحاً من قبل  السعودية التي نقلت علاقاتها مع الكيان الصهيوني إلى العلن بعد سنوات طويلة من العلاقات السرية الأمنية والعسكرية والاستخباراتية.‏

ورغم أن الطريق الوحيد أمام واشنطن هو التفاهم مع موسكو لتنال مخرجاً هي وحلفاؤها بعدما تورطوا في نشر الإرهاب في العالم وخاصة الغرب، بعد فشل السياسات الأمريكية والأوروبية ليس في سورية فحسب بل أيضاً العراق الذي تمت مهاجمته دون وجه حق عام 2003 حيث ما زال العراق منذ ذلك الوقت في حالة من عدم الاستقرار وقد أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست أن الدروس التي تعلمتها الولايات المتحدة من الحرب على العراق في عام 2003 تؤكد عدم وجود حل عسكري للأزمة في سورية.‏

وأيضا الفشل الاميركي في ليبيا التي غزاها الإرهاب الأطلسي وكل الوعود بالحرية والاستقرار للشعب الليبي ذهبت هباءً منثوراً، حيث اعترف اوباما الحائز جائزة نوبل للسلام بأن الخطأ الأكبر لإدارته في مجال السياسة الخارجية كان تحطيم ليبيا.‏

أليست الأموال الأميركية والمستشارون الأميركيون تسببوا بإيجاد الإرهاب وتنظيماته القاعدة وداعش وطالبان الأمر الذي أدى إلى حدوث أكبر أزمات دمار ولجوء في العالم؟ وجعلوا الفتن والحروب والإرهاب تضرب في كل أرجاء المعمورة بما فيها الدول الغربية ذاتها، ومن الصعب تصور أن الغرب سيجنح إلى السلم وهو الذي اعتاد على تحقيق رفاهيته على حساب دماء الشعوب، والانتصار على مخططاته وهزيمتها رهن بإرادات الشعوب.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية