|
معاً على الطريق وربما لهذا كتب الشاعر والناقد وفيق سليطين كتابا نقديا أطلق عليه هذا الاسم. لكن في عنواني هذا الذي أتكئ فيه على التراث سأبتعد عن الأدب لأن الزمن الحالي لا يحتاج الأدباء ولا المفكرين القاعدين أو الواقفين.. أعضاء مجلس الشعب أو البرلمانيين في البرلمان السوري . بل يحتاج إلى كلام غير هذا الكلام الذي لا يعني أحدا. هي مجرد فكرة .ربما نحتاج أن نتعرف عليها من جديد بعد أن سقطت الفواصل والنقط وصار كل يغني على ليلاه . أعتقد أن الغناء غير ممنوع في زمن الرصاصة.لذلك قد أدندن مع أغاني الريف أوجاع الريفيين الذين ضاقت بهم الحال بعد أن رموا آمالهم على التراب مع محصول البرتقال ومع صراخ أسعار المبيدات والأسمدة وأجور النقل والعبوات البلاستيكية ؟؟ والكلام ؟؟ هل هذا مقصود ؟ هل يعمل المسؤولون لتدمير الزراعة أم لتدمير المزارع ؟ عند ذلك لن يجد أمامه إلا أن يعمل بائعا جوالا في شوارع دمشق أو يهاجر ليعمل في جلي الصحون في مطاعم الغرب اللعين الذي حول شبابنا إلى خدم وحراس له. بصراحة تعبت من الكلام عن الزراعة. أنا الفلاحة التي نبتت في الحقول كما ينبت الزيزفون.. أعرف من يسرق الفلاح وأعرف ماذا يريد هذا الصابر في قريته ..لا يمل ولا يكل ..مع ذلك لا أحد يرد عليه ولا علي ...مما يضرني لإعادة الكلام وتذكر الماضي حيث كان والدي يوضب الخضار والفاكهة في صناديق خشبية ..وعندما يرسلها إلى سوق الهال يأخذ بديلا لها.. وهكذا تصير العبوات تدور من مزارع إلى آخر دون أن يدفع ثمنها المزارع في كل مرة كما يفعل الآن. فمن اخترع العبوات البلاستيكية التي لا تناسب فقراء الفلاحين ولا تناسب الأسعار (الزفت) التي تضطره لترك المحصول على الأشجار . هل يعقل أن يكون ثمن العبوة ثمانين ليرة وثمن ما تحويه من برتقال ثلاثين ليرة ؟ ثم النقل والقطاف والأسمدة ..و .و. وطيب، قدموا للمزارع عبوات مثل عبوات شركة الخضار التي تتحمل التسويق عشرات المرات ؟..قد يكون هذا صعبا لأن معامل البلاستيك ستتوقف ولأن بعض التجار سيتوقفون عن أكل الكافيار. وأعتقد أن صيادي السمك في مدينتي لا يعرفون ماذا يعني الكافيار. بينما تجار السمك الذين (فوق ..فوق) يعرفونه جيدا ويقدمونه هدايا. والكلام يدور عن خسارة المزارع تدفعني لتذكر ما يسمى (بمزارع الدولة) هذه المزارع كانت عبارة عن تقليد جميل للمزارع والجمعيات في البلدان الاشتراكية.. وكنا نفاخر.. لكن بعد سقوط معظم الأنظمة الاشتراكية.. وبعد فشل (السوفخوزات والكولخوزات) لماذا نتغنى وندافع عن هذه المزارع وهي خاسرة ..وغير منتجة ..خصوصا ما يسمى - مزارع الحرية - التي لا توفر حتى رواتب العاملين فيها .فما جدواها الآن في ظل هذه الأسعار المتردية وفي ظل الفساد والسرقة وخسائر القطاع العام ؟ أم هي مفيدة لتوفير وظيفة مدير عام وكراسي دوارة، وأنتم تعرفون أن البرتقال يسابق السمك في السباحة.. أليس كذلك ؟ بعد الذي جرى في جبلة.. وبعد التفجيرات المؤلمة.. وغياب المشافي عن المدينة والريف.. وحاجة المواطن الفقير الذي أرسل ابنه إلى الجيش ليدافع عن تراب الوطن .أعتقد يحق لهذا المواطن حفنة من تراب الوطن لينام عليها.. وبما أن الشريط الساحلي ضيق.. وذهب معظمه بين عشوائيات المشاريع والعمران المشوه .أجد أنه من الأفضل والأجدى أن تحول مزارع الدولة وخاصة الحمضيات في سيانو إلى مجمع استشفائي وخدمي للمواطنين الفقراء يتوسط المسافة بين البحر والجبل ..حتى مراكز الأبحاث التي تأخذ مساحات واسعة من الأرض أعتقد أنه من المفيد جدا تقليص المساحات غير اللازمة وتحويلها إلى استثمارات مفيدة للمواطنين جميعا وليس لعدة مواطنين.وأظنكم تفهمون علي. برأيكم أليس سمك البحر ألذ من أسماك المزارع الصناعية التي لا تغني ولا تسمن من جوع ؟ اغضبوا.. لن أتراجع عن نصرة الفلاحين لأنهم ملح الأرض وأساس الانتصار في هذا البلد ويستحقون الالتفات إليهم أكثر والإضاءة على أوجاعهم (والله تعبنا من مقابلات الممثلين والفنانين) |
|