تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سميح القاسم وريم البنا ...صوتكم .. نداء الأرض

شؤون ثقا فية
الاربعاء 19/3/2008
فادية مصارع

هنا فلسطين. . هنا الارض والعرض, والجذر والقمح .. هنا البرتقال والتين والزيتون,

هنا في القلب ستبقى فلسطين من جيل الى جيل, فمن تلك الارض الطيبة, نبت شاعر المقاومة الكبير سميح القاسم, الذي استلّ سيف كلماته ليشهرها على العدو الصهيوني, الذي منعه صلفه وعنجهيته التي لا تزال ترسم الحدود من المشاركة في ندوة الشاعر بدوي الجبل التي أقيمت في دمشق, فكتب بنزير القلب, ونزيف الروح رسالة اعتذار, مؤكدا ان جغرافيتنا الكاملة باقية الى حين استعادتنا العافية وافية كاملة غير منقوصة, وحواجز العدو التي لا تزال قادرة على ايقاف الحلم الفلسطيني, منعته مرة ثانية في آذار ,2006 من المشاركة في فعاليات حلب عاصمة الثقافة الاسلامية, لكنها لم تستطع منعه من المشاركة الوجدانية, فوصلت كلماته من فلسطين المحتلة لتشق عباب الحدود ولتلقي اصداء ومشاعر قوية لدى الجمهور السوري الذي أحبه الى حد العشق الصوفي في تصديه للاحتلال الصهيوني.‏

واليوم يتكرر المشهد ذاته, مع الفنانة الفلسطينية ريم البنا, التي منعت هي الأخرى من المجيء الى دمشق لاحياء حفلتها المقررة في دار الاوبرا بمناسبة تتويج دمشق عاصمة للثقافة العربية, لكن العدو لم يستطع ايضا ان يسكت صوتها الشجي, فصدحت من الجليل الممتد الى الافق الذي لا يعرف النهاية, ليخترق صوتها جدران فصلهم العنصري, وجدار اصوات قنابلهم, عبر شبكة الكترونية وصلت من حنجرتها الى قلوب شباب وشابات انتظروها طويلا فلم تخيب آمالهم, فحضروا حفلها في أحد أحياء دمشق العريقة صوتا وصورة رغم أنف الاسلاك الشائكة والحدود.‏

البنا تمنت ان تتطور هذه التقنية اكثر فتتحول الى ملف لتصبح بكبسة زر في الشام أو بيروت.. هذا ما كتبته في رسالتها والتي بعثتها عبر البريد الالكتروني الى جمهورها لتقول: فلسطين هي روحي, وهي الجرح الذي سأبقى أحمله بصوتي حتى يفنى جسدي, لأن صوتي هو صوت كل فلسطيني, فأنا وهبت أغاني وصوتي لخدمة القضية الفلسطينية وخدمة شعبي.‏

الفنانة الشابة حزنت, لأن حفلها ألغي في دمشق, لكن حزنها تبدد أمام ما تراه من المذابح التي تجري في غزة, ولذلك جعلت عنوان حفلها الذي أحيته عبر (الشات) مباشرة من منزلها في الناصرة (تضامناًَ مع غزة).‏

ومما غنته ريم (الصوت والرائحة والشكل)‏

شعر: توفيق زياد‏

تلحين : ريم بنا وليونيد الكسينيكو‏

يا جذر جذري‏

إنني سأعود حتماً فا نتظرني‏

انتظرني في شقوق الصخر والأشواك‏

في نوارة الزيتون في لون الفراش‏

وفي الصدى والظل في طين الشتاء‏

وفي غبار الصيف في خطو الغزال‏

وفي قوادم كل طائر‏

وبعد هذا الكلام ما الذي يمكن ان يقال..‏

جلّ ما نستطيع قوله: سنبقى على تواصل حتى لو رفعوا بيننا ألف جدار وجدار وجدار .. وستظل كلماتكم يصل صداها الى العالم موقعة بجرح قلوبكم , ونبض قلوبنا , وان كانت اجنحة الطائرات أقوى من الريش لكن الى حين.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية