تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


خشب.. ورق.. مسودات

رؤية
الاربعاء 19/3/2008
سوزان ابراهيم

تفاجئه الفكرة متلبساً بالركض الأبدي. يبحث عن قلم وورقة. محاصراً بالضجيج, بلهاث العولمة, وبالشاشات الرقمية..يستل هاتفه المتنقل الطيّع ويدوّن تجسيد إلهاماته.

ففي لجة هذا السعار لا وقت للورق!‏

يقول شاعر عتيق مازال يريق الوقت في صومعة الحروف والسكينة: لا أجيد من كل هذه التكنولوجيا سوى ضغط زر لإشعال المصباح الكهربائي.. شيئان لن أتنازل عنهما: الخشب والورق.. إنهما يتقنان الهمس وملامسة الأصابع بحنو..‏

يقول آخر: دوّنت على هاتفي الخلوي أربعين نصاً شعرياً..‏

يؤكد ثالث: ما عدت قادراً على استعمال الورق فشاشة الكومبيوتر تتيح لي التجول في أرجاء النص وتمنحني القدرة على التغيير دون تراكم المسودات الممزقة!‏

بل ثمة من ينعي الكتاب ويبشر كأي رسول بعصر لا ورقي.. لاننكر على أحد اختيار أدوات الكتابة لكن هل بمقدورهم نسف تلك الموسيقا التي يعزفها قلم متدفق على سطور الورق?!‏

وهل ينكرون أن المسودات أرشيف لتطورات النص الأدبي!‏

وتأريخ لأزمنة الشغف الكتابي!‏

رغم كل التقنيات فلا يزال الخشب قلمك, نار موقدك, كرسيك, طاولتك , عكازك, وتابوتك!‏

ترى لمَ كانت أدراج البيوت القديمة من الخشب?‏

ألأن لها روح حنون لاتعرفها تقنيات العولمة.‏

Suzani@aloola.sy‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية