تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كارثة وطنية

أبجد هوز
الاربعاء 19/3/2008
خطيب بدلة

أغلق باب استيراد السيارات سنين طويلة, ثم فتح على مصراعيه فأصبح المرء لا يمر بضاحية مدينة كبيرة أو صغيرة إلا ويرى عشرات الوكالات التي تنتشر السيارات الحديثة في ساحاتها, وكل واحدة من هذه السيارات تشبه العروس, أو كما يقول السماسرة:دق لها بترقص!..

وأما المسافر بين المحافظات السورية فلا ينفك يرى حاملات السيارات الضخمة تترى أمام عينيه, وكل واحدة منها تحمل عشر إلى عشرين سيارة من النوع الذي يرقص كلما دققت له.‏

هذا عن السيارات التي اكتظت بها بلادنا ولا تزال تغص وتبلع العشرات منها, وأما الطرقات فإن المتفائلين جدا يعتقدون أنها بقيت على حالها من أيام حظر الاستيراد الذي استمر حتى مطلع الألفية الثالثة, وأما الحقيقة فإنها تزداد سوءا يوما بعد يوم, وقلما يفطن المسؤولون عن هذا الأمر إلى ضرورة توسيعها وإضافة طرقات جديدة, وجسور, وأنفاق, وعقد طرقية, وكل ما يفعلونه حينما يدقهم الحماس وترتفع النخوة العروبية في رؤوسهم أنهم يرسلون سيارة زفت وبضعة عمال يحملون الرفوش والجواريف فيرقعون ما (تختخ) من الطرقات, فيزيد الترقيع طين طرقاتنا البائسة بلة, ويرتفع عدد السيارات المتصادمة والداخلة في الحيطان والتوابيت التي تصل إلى بيوت الأخوة المواطنين العائفين رد السلام!‏

merdas@scs-net.org‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية