|
ثقافة بين الفنون وعالم الكلمة وتبدو العلاقة بين الفنون التشكيلية والشعر ملتبسة في بادئ الأمر على القارئ العادي لكنها واضحة وضوح الشمس بالنسبة إلى القارئ المثقف ولأهل التخصص فكم من الوشائج والصلات الوثقى بين عالمي الصورة والكلمة، بين اللوحة والقصيدة بين الرسام والشاعر، والجامع بين الفنين هو الخيال الجامح والرؤية الاستشرافية والقدرة على الإدهاش والإبهار، فهناك قصائد ذاعت بسبب قراءتها قراءة تذوقية تشكيلية وتأثرها الأكيد بقيادات فنية تكعيبية وسوريالية وهناك رسومات ومعارض فنية بهرت الأنظار لاعتمادها على تأثير الشعر والكلمات وعربياً بدأ الاهتمام بهذه العلاقة منذ عهد ليس بالبعيد، ففي مطلع القرن العشرين قام الرسام المصري صلاح طاهر بالتعبير عن قصائد ذهنية وفلسفية لعباس محمود العقاد، بصورة أذهلت العقاد نفسه ومرتادي صالونه ومحبي الأدب والفن والثقافة في أربعينيات القرن الماضي. ويؤكد أمين صالح هذه الحقيقة الثقافية التي سبقنا الغرب عندما تحدث أدباؤه ورساموه ونقاده عن مدى تضافر وتلاحم القصيدة في اللوحة والرسم في الشعر وتداخل الصورة في الشعر وإحلال الفكرة الفنية في الذائقة البليغة وتأثر كل منها بالآخر. |
|