تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مخاض عالمي وقواعد جديدة لصيانة ميزان القوى.. صعـود روسي .. وتقهقر أميركي غربي

دمشق
سانا
أخبـــــار
الأربعاء 22-2-2012
لم يعد هناك بعد اليوم مجال للتكهنات أو الاحتمالات فاللحظة الحاسمة التي خافتها الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية السائرة في ركبها باتت حقيقة وأعلنت روسيا

بكل صراحة وحزم لعب دورها الذي خفت لعقدين من الزمن في الصعيد الدولي في خطوة تنهي التفرد الامريكي وتعيد صيانة ميزان القوى العالمي المعطل منذ سنوات.‏

فمنذ اليوم وبعد اعلان المرشح الابرز لانتخابات الرئاسة الروسية رئيس الوزراء فلاديمير بوتين عن خطة لاعادة التسلح الروسي وتعزيز نظام الدفاع الجوي والفضائي للبلاد لمواجهة السياسات التي تتبعها واشنطن بات من الواضح أن موسكو تسعى من خلال دورها الجديد القادم الى انهاء ظاهرة أحادية القطب المتبعة من الولايات المتحدة التي ستجد نفسها بمواجهة روسيا كقوة دولية تتصدى لمخططاتها وتحبط مشاريعها القائمة على التدخل في شؤون الدول وزعزعة الاستقرار الدولي.‏

وبحسب مراقبين فان تصريحات بوتين التي أعلن فيها تطوير القدرات الروسية العسكرية والاقتصادية لمواجهة التحديات الدولية تأتي تتويجا للدور المثمر والمواقف الصلبة التي اتخذتها وتطرحها موسكو لمعالجة قضايا وأزمات عديدة بعيدا عن التحكم والهيمنة الامريكية بينما يرى محللون أن هذه التصريحات طوت صفحة الانكفاء الروسي الذي استمر عشرين عاما لاستعادة الدور الروسي المفقود في المشاركة بقيادة العالم ومواجهة التفرد الامريكي.‏

ورغم المحاولات الامريكية الغربية الحثيثة خلال السنوات الماضية لتقويض القوة الروسية وتحجيمها عبر شن حملات اعلامية واقامة تحالفات معلنة وغير معلنة ضدها لتعطيل أي دور ممكن تقوم به على الصعيد الدولي اضافة الى محاولة محاصرتها بمنظومة الدرع الصاروخية وافتعال مشاكل على حدودها الا أن روسيا استطاعت خلال الفترة الماضية الوقوف ومعها الصين في مواجهة الاستفراد الامريكي بشؤون العالم من خلال استعادة دور مجلس الامن ومنع استغلاله لتمرير أجندة واشنطن في اشارة اولى لعودتها كقوة أساسية على الخارطة العالمية.‏

ويرى مراقبون أن وقوف روسيا في وجه السياسات الامريكية بمجلس الامن رغم الضغوط الهائلة واستخدام كل أشكال التصعيد ضدها أعطى اشارات واضحة لصعودها كقوة دولية تبحث عن نظام متوازن يحفظ الاستقرار الدولي الذي فشلت الولايات المتحدة في تحقيقه بينما يعتبر اخرون ان ما تعانيه الولايات المتحدة من أزمات اقتصادية وعسكرية وانشغالها بمعالجة الفشل تلو الاخر لسياسات الادارات المتتالية كان محفزا لصعود قوى جديدة تسعى للعب دور فاعل ومؤثر يقف في وجه الاطماع والاجندات الامريكية الساعية الى استغلال ثروات العالم.‏

ويلاحظ المتتبع للشؤون الروسية والامريكية والواقع الذي تعيشانه حاليا أن موسكو وبعد السنوات العجاف تحولت الى دولة مستقرة ذات قوة عسكرية واقتصادية ضخمة وفائض نقدي يقدر بأكثر من ستمئة مليار دولار في وقت ترزح الولايات المتحدة تحت عجز بالموازنة وديون فاقت الاربعة عشر ألف مليار مع توقعات قريبة بسقوط الاقتصاد في أزمة خطيرة وخانقة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية