|
فضائيات انصب الحوار بين المقدم د. علي سليمان وضيفه الإعلامي حسن. م. يوسف حول الإمكانيات المحدودة لدينا في نقل الصورة واستخدامها بالطريقة الامثل خدمة لفكرة ما ,ليخلصا نهاية.. أن ثقافة الصورة لم تتبلور بعد في إعلامنا العربي- وبالطبع المحلي من ضمنه- بالشكل الأفضل والأكثر فائدة, إذ لم يزل الوعي بأهمية الصورة وما تشكله من خطاب قد يكون أقوى و أبلغ من كافة وسائل التعبير والاتصال, لم يزل ذاك الوعي محدودا. وعليه.. فإن كل ما تقدم يشير إلى أهمية الصورة (موضوعا).. ولكن.. ألا يمكن أن تشكل الصورة والتقنيات الكثيرة الحديثة المستخدمة في مجال نقلها وتوظيفها, عاملا جذابا وهاما خدمة لموضوع ما يناقش, أو تدعيما لفكر ما يطرح, كي لا يكون فكرا جافا منفرا. بمعنى آخر.. لماذا لايتم استثمار تقنية الصورة على اختلاف طرائقها, لإغناء البرامج المقدمة على شاشاتنا المحلية, كما في كثير من الفضائيات العربية, التي وإن لم تحسن استخدام الصورة خدمة لقضايانا الكبرى, فهي تحسن تسويق برامجها عبر لعبة الصورة أولا وقبل أي شيء آخر. ما السبب أو الأسباب التي تقف في وجه تحقيق هكذا غاية? غاية تساهم في رفع سوية البرامج المقدمة ( شكلا) دون الاستخفاف بقضية الشكل وما تمثله من عنصر جذب لعين المتلقي. فمع الحديث عن الكثير من التجديد الذي كان من المفترض أن يطال برامج تلفزيوننا السوري, بقيت تلك البرامج على الرغم من أهمية الفكرة المطروحة, حبيسة الآلية القديمة عينها في أساليب الإخراج والتقديم وعرض الصورة المرافقة. برامج مثل: خط أحمر و50% على سبيل المثال تقدم قضايا هامة تبقى كاميراتها جامدة مقيدة بزاوية أو اثنتين, وعلى أكبر تقدير تتحرك ضمن ثلاث زوايا لا أكثر ليظل جمهور البرنامج محشورا في زاوية رابعة. وهكذا لاتتعب عين المتفرج التي لن تتنقل بين أكثر من ثلاثة مشاهد: المقدم ضيفه, وأخيرا جمهور الاستديو وإذا كنا محظوظين يمكن أن يقدم لنا ريبورتاجا عبر شاشة زرعت في وسط الاستديو. في الجهة المقابلة للهيئة التي تبدو عليها برامجنا يمكن لنا أن نتذكر برامج غنية في ملاعبتها لتقنية الصورة, من مثل العراب على (Mbc) وتاراتاتا على دبي دون أن يعني هذا أننا ندعو لبهرجة الأفكار التي تطرح ودون أن يتبادر إلى ذهن البعض أن هكذا برامج هي فنية بطبعها تحتاج إلى بهرجة الصورة, على خلاف جدية المواضيع المطروقة في غالبية برامجنا, وهنا يمكن أن نذكر ببرامج مثل: برنامج تايرا وأوبرا بما فيهما من قضايا مجتمعية ساخنة يتم تناولها, بعيدا عن الجمود في الصورة المستخدمة, ذلك أن تلك الصورة هي من أولى وسائل التأثير بالمتلقي وشده إلى المتابعة لا تطفيشه. لنتساءل.. ما السبيل إلى تقديم صورة أنيقة جذابة في برامجنا المحلية قادرة علي خطف المتفرج من بقية الفضائيات, قادرة على خلق تأثير بصري ايجابي لاسلبي?. وما الأسباب التي تحول دون تحقيق ذلك ? هل هي مادية? وهو احتمال ضعيف إذا ما تذكرنا الصورة المبهرجة والمشرقة والزائد لمعانها لمكاتب القائمين على هذه البرامج الفارهة ذات الفرش الفخم. أم أن السبب تقني? ألا يوجد لدينا تقنيون فنيون لديهم خبرة في أساليب الديكور والتصوير والمونتاج والاخراج.. أين تكمن المعضلة? ولماذا لاتوجد عندنا أساليب في المحايلة واللعب الفني مع الشاشات وعدسات الكاميرات? أم أن جوهر المشكلة كامن في عقلية باتت تستسهل كل ما من شأنه أن يتعاطى مع ما يسمى ( محلي).. ليبقى الأجود حكراً على من يدفع الأكثر وفقط.. |
|