تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لقطات تلفزيونية... رزان مغربي مطيعة والعريس سائق (سيرفيس)

فضائيات
الأحد 2/3/2008
(يحب آدم الشعور بأن حواء ضعيفة... يحب آدم الشعور بأنه يصنع فرقاً في حياة حواء... يفخر آدم بإنجازاته عندما يساهم في صنع حواء...)

مثل هذه العبارات وغيرها ظهرت على طرف شاشة ال mbcفي برنامج (آدم) أثناء استضافة المذيعة رزان المغربي لتؤكد على أن تسويق أنماط معينة من الأفكار وأشكال محددة من الثقافة يعتمد على جميع مكونات الصورة المتلفزة, ويستخدم المتن والهوامش تارة ليؤثر في الوعي وأخرى في اللاوعي محاولاً أن يغطي وأن يستفز كل مكونات الكائن الإنساني, وأن يحكم سيطرته عليه.‏

في تلك الأثناء, أي خلال ظهور هذه العبارات, كانت رزان تبدو مرتبكة وهي تواجه أسئلة من نوع: لماذا لم تتزوج? ألا يوجد عريس? أين المشكلة? وهل ستعتزلين العمل إذا طلب زوج المستقبل ذلك? وطبعاً كانت الإجابات منسجمة تماماً مع رؤية هذا البرنامج, بغض النظر عن موقفنا من مضمونه, إذ استطاع أن يقود المذيعة بمهارة إلى حيث يريد, فتحدثت عن طموحها لتأسيس أسرة وإنجاب نسل صالح وأنها تريد ابن حلال, وأنه أكيد موجود , لكنها لم تلتق به, مضيفة أن المشكلة هي في خوف الرجل من المرأة القوية والذكية والمستقلة, لكنها سرعان ما استدركت أنها مهما بلغت من الشهرة فهي تحب (سي السيد), ومستعدة لتفعل كل مايريد, بما في ذلك تجهيز الماء والملح لتدليك قدميه? بل إنها أبدت استعدادها للاعتزال إذا كان العريس يستحق ذلك.‏

على أية حال, المشكلة في مثل هذا البرنامج لا تكمن في المهنية ولا في مهارات الإعداد والإخراج والتصوير, ولا في جاذبيته, بل تكمن تماماً في طبيعة الرسالة وقوة تأثيرها عندما تقدم نماذج أحادية للرؤية تدعو إلى ترسيخ ماهو سائد, كأن الأزمة هي في الخروج عنه, كأن الأزمة هي في الانفصال أو الانقسام الطبيعي بين رجل وامرأة وفي الخروج عن الدور الإجتماعي التقليدي الناجم عن هذا الانقسام.‏

هكذا أبدت رزان إصراراً لافتاً على إيجاد حل لخوف آدم منها حتى قبل مغادرة البرنامج, موضحة أن كل شيء قابل للنقاش في سبيل الزواج, ومذكرة بفيلم حسن طيارة عندما تحب بنت الوزير سائق ميكروباص وتتزوجه.‏

ولم يكد ينتهي البرنامج, حتى بدت رزان مطيعة ومدجنة, أوهكذا ترسخت الصورة في أذهاننا على الأقل, لنكتشف أن وراء النجاحات الأنثوية في الحياة العامة ترقد تلك المكونات التي تحاول وتنجح على الدوام في الفرملة والكبح.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية