تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قراءة في الصحافة الإسرائيلية... مفاوضات في ظل القتل والحصار... هآرتس : لقاء أولمرت -عباس مضيعة للوقت... معاريف :ليسا قادرين على التوصل الى تسوية

ترجمة
الأحد 2/3/2008
في ظل استمرار سياسة القتل والتدمير والحصار انعقد اللقاء الأخير بين أولمرت وعباس حيث انتهى كغيره من اللقاءات السابقة الى لاشيء ,

ففي الوقت الذي رفض فيه أولمرت مناقشة أي من مواضيع الحل النهائي وخاصة قضية القدس ,تستمر سياسة القتل والاعتقال والحصار في الضفة والقطاع , وتتسارع في ذات الوقت الأنشطة الاستيطانية في داخل القدس العربية وما حولها إذ أعلنت حكومة أولمرت أنها منحت ثلاث شركات عطاءات لبناء مجمعات استيطانية سكنية في جبل ابو غنيم وغيرها من المستوطنات في منطقة القدس ,ووفق معطيات إحصائية نشرتها حركة السلام الآن ,أشادت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة نحو ثمانية عشر ألف وحدة سكنية استيطانية في السنوات الخمسة الماضية داخل القدس العربية وما حولها في مسعى مكشوف لخلق المزيد من الحقائق المادية على الأرض يعزز منطقها في ترحيل مسألة القدس عن قضايا الحل النهائي في المفاوضات مع السلطة الفلسطينية.‏

فالمفاوضات التي يجريها أولمرت مع الفلسطينيين بحسب عوزي بنزيمان الكاتب في صحيفة هآرتس : يذكر بقصة الثعلب وكرم العنب, حيث اضطر الثعلب إلى تجويع نفسه ليتمكن من الدخول إلى الكرم, وعندما شبع من العنب وجد نفسه عالقا في الكرم. وفي المقابل فإن رئيس الحكومة يتركز في ائتلافه, من أجل بقائه في منصبه وتحقيق الهدف الذي وضعه أمامه, التوصل إلى اتفاق مع أبو مازن, وبالنتيجة فهو يشل قدرته على التقدم باتجاه هدفه المعلن.وبحسبه, فإنه كما يبدو يجب التسامح مع التقلب الكلامي لرئيس الحكومة, فهو يقول تارة إنه لا يتحدث عن مستقبل القدس, وتارة أخرى يقول إنه على جدول الأعمال, وفي أحيان أخرى فهو يتعهد ببحث موضوع القدس بعد أن يتم التوصل إلى تفاهمات في كافة القضايا الأخرى المختلف عليها.‏

على أية حال , لقد بات واضحا ان أولمرت وحكومته قد بلغا من الضعف بحيث لم يعد بإمكانهما البت في أي من قضايا الحل النهائي خوفا من شركائه في الائتلاف الحكومي من الأحزاب الدينية والقومية المتطرفة , وخاصة (شاس). ويتخذ من المفاوضات مع ابو مازن وسيلة لبقائه وحكومته في الحكم.‏

ويفيد مراسل القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي , عميت سيغل: ان أولمرت أوضح لأبي مازن في بداية الجلسة ان موضوع القدس لن يطرح في اللقاء على طاولة المداولات في بيت رئيس الحكومة. وأضاف ان هناك اقتراح بتشكيل لجان مشتركة حول مواضيع الأمن والمياه من أجل دفع المفاوضات, وان كان رئيس الحكومة يأمل بإبقاء موضوع القدس إلى النهاية حتى تتضح بعض الأمور فيكون بالإمكان دفعها.وبحسب معاريف:من أجل إرضاء شاس, وفقط من اجل ذلك, يحرص أولمرت أن يفعل كل شي, بما في ذلك ضد مبادئه الأساس, التي وصل إليها انطلاقا من المعرفة بعدالة الطريق. والمقصود بالطبع التحول الذي اجتازه, بعد أن فهم بأننا اذا لم نصل الى اتفاق مع الفلسطينيين, على الأقل في الضفة, فان وضعنا سيتفاقم فقط. وقد قال ذلك أكثر من مرة, بل وبكلمات أكثر حدة.‏

فقد حاول أن يقنعنا, بعد ان اجتاز إقناعنا داخليا بأن ليس لنا أي بديل آخر بأن حكم الاحتلال لملايين الفلسطينيين سيكون كارثة على إسرائيل.‏

وما يجدر التذكير به انه منذ مؤتمر أنابوليس وحتى اليوم, عقد عشرون لقاءاً بين محمود عباس و إيهود أولمرت.‏

وحتى اللحظة يجري الحديث على أنه لا اختراقات جدية في أي من الملفات الجوهرية.‏

من الجهة الأخرى ,كشفت مصادر إعلامية اسرائيلية ان استعدادات جيش الاحتلال بلغت ذروتها في هذه الأيام فيما يخص قطاع غزة ,فأورد المحلل العسكري إيلام شراعا في معاريف : أن ما يجري في قطاع غزة حاليا ليس سوى مقدمة الجزء الأخير من خطة حربية إسرائيلية قديمة -جديدة تدعى حقل الأشواك التي تهدف إلى التخلص نهائيا من غزة كجزء من المناطق الفلسطينية, وإجبار أكبر عدد ممكن من سكانها على الرحيل باتجاه مصر, فذلك إنما يأتي في سياق مخطط مبيت كشفه نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي حاييم رامون في جلسة حكومية قائلا: إن الهدف الاستراتيجي لإسرائيل هو إسقاط سلطة حماس في قطاع غزة ), وعززه وزير الدفاع إيهود باراك برأي مماثل بالقول: )اذا كنا نريد التأكد من استمرار العملية التي بدأت في انابوليس لفتح أفق سياسي علينا الانتهاء من حماس وليس إنقاذها(, ولحقت بهما وزيرة الخارجية ليفني في كلمةٍ ألقتها أمام طلاب الأكاديمية الدبلوماسية الروسية بموسكو قائلة )أن إسرائيل ستكافح الإرهاب بلا هوادةمشددة على : إن الوضع في قطاع غزة يجب أن يتغير.‏

وفي سياق الترويج لحربها على قطاع غزة وتبريرها, تشن وسائل الأعلام الإسرائيلية حملة دعائية تصور خلالها ان القطاع قد تحول الى كيان خطركما يقول الجنرال عاموس جلعاد مسؤول الدائرة الأمنية في وزارة الحرب الإسرائيلية:إن قطاع غزة تحّول إلى كيانٍ يشكل خطراً على المنطقة بأسرها مشدداً على ضرورة أن يقوم الجيش بعملية عسكرية ضده, و كان مسؤول جهاز الأمن العام الشاباك قد شاركه الرأي حين حذر من )ان قطاع غزة تحول في السنوات الماضية إلى قاعدة عسكرية مركزية في بناء البنى التحتية للنشاطات الارهابية,وفي الإطار نفسه ,وصف تقرير للشاباك نشر مؤخرا القطاع :أنه مصنع للإرهاب بكل المعايير( وأن حركة حماس تجاوزت الخطوط الحمر في تطوير صواريخ القسام, وأن حماس ضللت أجهزة الأمن الإسرائيلية وطورت صواريخ مداها 25كم ونصف من كريات جات حتى أسدود وان نحو مليون إسرائيلي باتوا في مرمى تلك الصواريخ, بينما قدر محللون عسكريون إسرائيليون ان سبب تأجيل إسرائيل المتواصل لاجتياح قطاع وجود معلومات استخبارية خطيرة وصلت مؤخرا لأجهزة الأمن الإسرائيلية, وكشف المحلل العسكري للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي روني دانييل النقاب عن وجود معلومات لدى المخابرات الإسرائيلية تفيد بوجود صواريخ فلسطينية قادرة على ضرب عسقلان بقوة في حال تقدم الجيش الإسرائيلي لاجتياح القطاع.‏

وذهب محللون عسكريون إسرائيليون ابعد من ذلك حين اعترفوا أن خيارات إسرائيل لوقف صواريخ القسام تدنت من السيئ إلى الأسوأ, وبالتالي فان الحل الوحيد-من وجهة نظرهم- هو احتلال القطاع الى الأبد , في حين طالب موشيه آرنس وزير الحرب السابق بالاكتفاء بردع غزة, فيما اعتبر وزير الأمن الداخلي آفي ديختر أن شن حملة على غزة أمر حتمي, أما الجنرال موشيه كابلنسكي نائب رئيس الأركان فقال:ان الدخول الى غزة واحتلال مناطق فيها لفترات يجب ان يتزامن مع تصفية قيادة حماس السياسية والعسكرية وتحريض الفلسطينين ضدها.‏

بدوره طرح المحلل العسكري في يديعوت احرنوت اليكس فيشمان كثير من الأسئلة حول جدوى احتلال غزة والظروف التي قد تنشأ بعد ذلك :عندما سنعود إلى غزة - أين سننشئ المعتقل?, في داخل القطاع أم خارجه?, وماذا عن وحدات الحكم العسكري - هل سنعود الى وضع 1967 وندخلها الى المنطقة?, وماذا عن فتح المدارس في اشهر الاحتلال? ومن الذي سيشغل المستشفيات ويراقب تراخيص المرور?.‏

المحلل العسكري في هآرتس يصور الوضع على الحدود مع غزة والجدل الإسرائيلي حول ذلك بقوله : تصاعد الجدل حول الأحداث على حدود إسرائيل - غزة يثير التساؤل حول كيفية تسمية احتراق الأعصاب هناك. ذلك لأنه ان كانت عشرات سنوات إطلاق الكاتيوشا على منطقة الشمال مجرد عمليات استفزازية, يصعب الآن تسمية ال (3000) صاروخ بدائي, التي سقطت على تجمعات غلاف غزة منذ مطلع عام 2006 حربا. في ظل حقيقة ان الصواريخ البسيطة نسبياً تطلق من غزة غير قائمة في أية دولة تدعو للتساؤل عن سبب عدم تسميتها إرهابا ,والامتناع عن الدخول في حالة هلع?ولكن الحقيقة هي ان كل تسمية تطلق على صواريخ القسام لن تغير الحقيقة البسيطة ومفادها ان حرب استنزاف حقيقية تجري في الجنوب.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية