|
رؤية وكنا نراهن على موقف المثقفين الأوروبيين بالوقوف إلى جانب القضايا العربية لكن يبدو أن هذا الرهان بات سرابا , فكلما اقتربنا منه لا نجد ما يروي ظمأنا , بل نجد مناخا حارا يزيد الظمأ , وما حدث أخيرا في الفعاليات الثقافية لبعض المدن الأوروبية , يزيد الشرخ ولا يترك مجالا لمن يسمون بالمعتدلين لإقناع الناس حتى المعتدلين منهم بالحوار بين الشرق والغرب, ويعتبر ما جرى ورقة جديدة يوظفها المتطرفون حسب الرؤية الغربية في أفكارهم وأعمالهم . فهناك معرضان للكتاب في كل من تورينو وباريس يعلنان الاحتفاء بذكرى قيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين , وحتى مهرجان الحب في مونس البلجيكية شارك بهذه المناسبة الأليمة , و أرادته إدارته مهرجانا للكراهية , وطبعا لم يقف المثقفون العرب متفرجين أمام هذه الخطوات العدائية وأعلنوا مقاطعتهم لمونس وتورينو وباريس . ومن المؤسف أن تصر إدارة تلك التظاهرات الثقافية على الاحتفاء بذكرى قيام إسرائيل في وقت تقوم فيه قواتها الحربية بعدوان واسع على الفلسطينيين , وكان أغلب الضحايا من الأطفال والنساء والعجائز . إنها مفارقة غريبة أن يرى الكتاب والمثقفون في أوروبا ما يحدث , وهم الذين يقدمون أنفسهم ممثّلين للثقافة الإنسانية والحرية وحقوق الإنسان , وفي الوقت ذاته يحتفلون بالقتلة وسفاكي الدماء , ولا يرفعون صوتا من أجل الأطفال المنكوبين والمحرومين من أدنى الحقوق الإنسانية . |
|