|
معاً على الطريق وها هو عيد الحب.. أو فالنتاين الرمز والحرز.. يطلع علينا هذا العام بوروده الحمراء بين الخراب والدماء.. وقوافل الشهداء.. فهل جيل اليوم يفتح عينيه مع الورود الحمراء على رؤوس الأطفال المقتولين ظلما والمدماة عيونهم مثل ورود حمراء؟ أظن أن هذا يحدث أو هو حادث ولو بين فئات قليلة من أبناء هذا الجيل الذين يقعون في حيرة من أمرهم كيف يحتفلون ولماذا يحتفلون؟ هذا الإحساس الغامض يدفعهم للتفكير في أن يكرسوا لهذا اليوم بطريقة مختلفة تماما.. وهي أن يجعلوا في كل مدينة عربية حقلا من الورود الحمراء رمزا لغزة.. فغزة هي الهمزة.. همزة الوصل بين مرحلة ظل فيها جيل الشباب غائبين أو مغيبين عن واقع أمتهم وبين أخرى تدفع إليهم الحقائق المروعة بالصوت والصورة والمشهد عما جرى في غزة. غزة هي الإنذار لما يحيط بنا من أخطار.. وليس جيل الشباب بحاجة إلى هولوكوست عربي على غرار الهولوكوست اليهودي بل هو بحاجة لأن ينظر إلى أرضه المقدسة التي تدنس حرماتها فيزرع في كل مدينة أو قرية حقولا من الورود, وزهور الأمل, وخيرات الأرض التي تنثر عليهم التفاؤل والأمل بالمستقبل.. إذ ليس الذي جرى هو نهاية ما يمكن للجبروت الصهيوني أن يفعله بل هو- كما يبدو- جزء من مخططات لا أحد يعلم عنها شيئا. ولا بأس أن يحمل كل واحد من جيل الشباب وردة حمراء يهديها إلى أم أو أخت أو زوجة أو زميلة أو حبيبة ليرمز بها إلى الحب المأمول بين أبناء الوطن الكبير الواحد, وليرسلوا بطاقاتهم المزينة بالأحمر إلى كل أرجاء الأرض تذكيرا بغزة.. ولتهتز أمواج الأثير بمكالمات وضحكات وفيها دمعة على غزة.. ولينتشر الحب الذي نؤمن به مسيحيين ومسلمين في البقعة المباركة التي انبثقت فيها الديانتان المسيحية والإسلامية.. ولتنطفئ أمام أطفالنا صور الأطفال اليهود وهم إذ ينظرون إلى شهدائنا من الأطفال يمدون ألسنتهم أمام الشاشات حقدا وكراهية وشماتة بما لا يليق ببراءة الطفولة والدعوات إلى التعايش والسلام. وبينما لا نخاف نحن على أطفالنا من أن يكونوا مسالمين ومتسامحين نجد العدو يغرس في أبنائه شريعة القتل والإبادة, وكأنهم يتصورون أن السلام سيأتي إليهم من أبواب العدوانية والهمجية, وبما لا يوصف من الوحشية. غزة تنغرس في وجداننا كعرب وردة حمراء.. تتألق كما الشمس في خيوط الفجر لتدلنا على طريق طويلة تمتد بنا مع امتداد العمر. إنه الحب..نعبر عنه بكل سبيل ولا نحتاج إلى برهان أو دليل.. ومع ذلك فيحمل كل منا وردة في يده حمراء أو بيضاء تكون تعبيرا لا على ما أوصى به القديسون والأنبياء بل هي رسالة من الأرض إلى السماء. |
|