تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مــــن عبـــق التـــــراث

ثقافة
الجمعة 13-2-2009م
عمار النعمة

«عبق التراث» هو العنوان العريض لمحاضرة أقيمت في المركز الثقافي العربي في العدوي للباحث والشاعر عيسى أبو علوش الذي تناول في محاضرته التراث وصناعة المحراث وزراعة التبغ حيث قال:

«التراث» هذه المفردة التي كثيراً ما نسمعها تتردد على ألسنة المتحدثين أو نقرؤها في كتابات الأدباء والمثقفين وهم يعبرون بها عن آثار وصلتنا عن الأسلاف أو عن أشياء أو أدوات الخ، انقرضت قبل أن تصلنا أو أن بعضها وصل إلينا لكنه لم يعد صالحاً لأسباب مختلفة بفعل التطورات المستمرة الحاصلة في المجتمعات البشرية والإنسانية التي لا تتوقف، كما أننا نراهم «أي الأدباء» يستخدمون المفردة الأجنبية «الفولكور» بمعنى التراث، ومن هذا المنطلق فالبحث في التراث واجب انتماء وسعي لبناء الأمة، وأمتنا بعرف التاريخ والبحث من أعرق الأمم الحية فقد احتضنت أولى الحضارات وأوائل الاكتشافات ووضع علماؤنا أسس العلوم والفنون في دراسة التراث، ولكن ما التراث؟ هو ملك جماعي للأمة، لا يحق لأحد أن يتصرف فيه تصرف المالك الفرد وهو أيضاً الإرث المادي الذي يخلفه الأجداد للأحفاد.‏

صناعة تراثية :‏

بما أن البيئة كانت بيئة فلاحية بالمطلق فقد كانت الزراعة هي النشاط الوحيد الذي يمارسه السكان ليؤمنوا رزقهم وعيشهم الكريم وهذا يفرض على كل رب أسرة أن يمتلك مقوماتها وأدواتها ووسائلها لهذا كان لزاماً على كل بيت «أسرة» أن تمتلك زوجاً من البقر على الأقل وغالباً ما يكون ذكراً وانثى للحراثة ولمنافع أخرى.‏

كان الفلاح يقطع من الغابة الأخشاب التي يحتاجها وينقلها ليضعها قريبة من بيته ويتركها حتى تيبس وتجف تماماً وكان ينقلها إلى بيت النجار الذي يباشر عمله بنجارتها وتحويلها إلى محراث جاهز في فيء شجرة التوت الزاهية مستخدماً أدواته البدائية الأساسية وهي فأس النجار و المنشار والمثقب والقدوم..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية