|
مجتمع ان حصلت عليها سيكون عيد حب في أي وقت من السنة بالنسبة لي، كأن يستيقظ زوجي في السادسة والربع بدلا عني ويرسل الأولاد الى المدرسة لأنام حتى السابعة. وحتى تلك السهرة التي ينظمها الأصدقاء، لو كان الأمر منوطا بي لطلبت ممن دعاني أن يدعو زوجي وطفلي،مما يجعلني أستمتع بالبقاء في المنزل ، لمتابعة فيلم رومانسي، أو كوميدي وأنا ممددة على الصوفا المريحة في صالوننا، ببيجاما من القطن الناعم، وعندها قد أعانق زوجي عند عودته، فقد يكون الشعور بألم الظهر زال. أكثر ما يذهل في الحب قدرته على التحوّل وعلى البقاء هو نفسه تجددا وحيوية، أو عبئا و زمناً، ساعات او سنوات. فكلما احتجنا اليه نقصَ الحب وعشنا معه لاهثين متوترين مضغوطين. وكلما كانت الحاجة الى هذا الحب نفسه قليلة، فاضَ هذا الوقت وطال هكذا يوقعنا الحب في الضجر وأحيانا يعذّبنا بالضجر. الحب أصبح له محاكاة أغرب في حياتنا لأننا تبدّلنا ونتبدل عما كنا من غير أن ننتبه.خاصة نحن النساء. ، ولن نحتاج هنا للرجوع الى علماء النفس لتحليل الحب الا أن مما يقولونه فان الوقوع في الحب يعني اسر صورة متخيلة، فالموضوع تم خلقه قبل ان يظهر، وكان حاضراً في الاستيهام قبل ان يتواجد في الواقع، وليس ثمة حب من اول نظرة لان كل شيء كان معداً من الناحية السيكولوجية،والوقوع في الحب يعني ملاقاة الصورة المتخيلة، فنحن جميعاً كنا في البدء نحب الحب. والانتقال من الصورة المثالية الى الموضوع الواقعي هو سيرورة سهلة ، هذه الصورة هي التي تملي اختيار الحب، عندنا كبارا وشبابا. فكيف حال هذه الصورة التي تتشكل من يومياتنا في بيوتنا وعملنا وعلى الشاشات وأخبار الحرب ؟! |
|