|
شؤون سياسية بقدر ماهي حصيلة ثقافة صهيونية عنصرية موجودة ومتأصلة في هذا الكيان منذ نشأته ، وقد توفرت لها حالياً الظروف والشروط الملائمة لتعلن عن نفسها بهذا الشكل الفاضح. فقادة الأحزاب الإسرائيلية التي احتلت المراتب الثلاث المتقدمة ليفني ونتنياهو وليبرمان الذين خاضوا انتخاباتهم ونجحوا فيها بعد سيل من دماء الغزاويين يتسابقون الآن من خلال طرح برامجهم للإتلاف الحكومي المقبل حول أيهم سيكون أكثر تشدداً تجاه الفلسطينيين عموماً وحركات وفصائل المقاومة الوطنية خاصة ،ولكنهم جميعاً يجمعون على قضية واحدة هي إسقاط الحكومة الفلسطينية المنتخبة في غزة بشتى وسائل القتل والإرهاب المتاحة لهم . وبعيداً عن أن المقاومة الوطنية في غزة والضفة وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة تعتبر هؤلاء الثلاثة بل وكافة الأحزاب الصهيونية الأخرى بمافيها حزب العمل برئاسة مجرم الحرب إيهود باراك تشكل خطاً واحداً وموحداً في عدوانها على الشعب الفلسطيني ولن تغير من نهجها في التصدي لها. فإن هؤلاء الصهاينة ماكان لهم أن يغالوا في تطرفهم إلى هذا الحد لولا الواقع العربي المأزوم والتشرذم الذي يعتري مواقف الدول العربية والذي وصل عند البعض إلى حد تأييد الطروحات والبرامج الصهيونية بل والمشاركة فيها في بعض الأحيان. ومايزيد الطين بلة هو الانقسام الفلسطيني والتناحر الداخلي الذي يخدم عن قصد أو غير قصد ماينحو إليه هؤلاء المتطرفون الصهاينة من هضم للحقوق العربية ورفض لأسس السلام ومتطلباته والتنصل شيئاً فشيئاً من كل القرارات الدولية الضامنة لعودة الحقوق إلى أصحابها الشرعيين . إن التصدي لهذه الموجة المتصاعدة من التطرف الصهيوني لايمكن له أن يتم مالم يسارع العرب لتجاوز خلافاتهم والاتفاق مجدداً على موقف موحد يفهم منه هؤلاء الصهاينة المتطرفون ومن واصلهم إلى قمة السلطة في هذا الكيان الإرهابي إنه لايمكن التفريط بالحقوق العربية وإن خيار السلام لن يبقى الخيار الوحيد لاسترجاعها بل إن للعرب خيارات أخرى جربوها ونجحوا فيها ومستعدون لاستخدامها مجدداً وبقوة وإصرار أكبر. |
|