تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في الملتقى الثالث لأهالي أطفال التوحد.. ( كيف أفكر... وبماذا أشعر? )

مجتمع
الخميس 20/3/2008
فردوس دياب

انطلاقاً من أهمية مرض التوحد الذي انتشر في السنوات الأخيرة بشكل كبير جداً والذي سبق وأن سلطنا الضوء عليه مؤخراً من خلال الدورة التدريبية الموجهة للاختصاصيين التي أقامتها الجمعية السورية للعلوم النفسية والتي تناولت تعريف التوحد وأسبابه وتشخيصه ويذكر أن التوحد هو

( اضطراب نمائي يظهر قبل سن ثلاث سنوات, يظهر على شكل عجز في استخدام اللغة وفي اللعب والتفاعل الإجتماعي والتواصل ). وانطلاقاً من أهمية تعزيز وربط الصلة بين أسر الأطفال التوحديين وتوعيتهم للاطلاع على ماهو جديد في مجال التدريب والتأهيل ومتابعتهم أمور أولادهم, أقام مركز بيت السلام التابع للجمعية السورية للتوحد مطلع الأسبوع (الملتقى الثالث لأهالي أطفال التوحد) الذي ضم عدة محاضرات تثقيفية موجهة لأهالي أطفال التوحد‏

بدأها الدكتور ملهم الحراكي الاختصاصي في الطب النفسي والطبيب المشرف في مركز بيت السلام للتوحد, حيث ألقى محاضرة بعنوان ( لنتعرف أكثر على التوحد ), سلط فيها الضوء بشكل سريع على تعريف التوحد وأسبابه وأعراضه وطرق علاجه والجديد في هذا المجال, ثم طرح سؤالاً على لسان الطفل التوحدي ( كيف أفكر وبماذا أشعر?! ) وذلك لتحسين فهم الأهالي لاحتياجات ومشاعر الأطفال والشباب المصابين بالتوحد, وأوضح الدكتور ملهم إن جوهر عملية تأهيل الطفل التوحدي هو أن ندخل الطفل التوحدي عالمنا وهو يرتدي ثوبه المميز, لأننا إلى الآن لم نستطع أن نجرده من هذا الثوب وكأنه بات قطعة منه وهدفنا أن يقبل هذا الطفل أن نريه العالم من خلال عيوننا.‏

- ثم ألقى الأستاذ بشر الحاج حسين مدرب في المركز محاضرة بعنوان ( دور أهالي أطفال التوحد في البرامج العلاجية ), تحدث فيها عن أهمية ضرورة إشراك الأهالي وتعاونهم في تدريب وتأهيل الأطفال ضمن المركز والبيت على السواء.‏

وأشار حسين إلى ثلاث نقاط عامة تتعلق بالخلفية والأسس التي يقوم عليها العمل المنزلي أو مايسمى بالعمل المرتكز على الأسرة كعمل مستقل بذاته من جهة والذي بدوره يضاعف فاعلية البرامج التربوية العلاجية والتأهيلية المعمول بها بالمركز من قبل الاختصاصيين فكل فرد بالأسرة مطالب بأن يكون طرفاً إيجابياً بهذه العملية كل حسب موقعه, وهذه النقاط العامة هي:‏

(الثقة بالطفل التوحدي ودعمه معنويا, توسيع المعرفة عن التوحد بشكل عام وعن طفلنا بشكل خاص,القاعدة التي يقوم عليها أساس العمل التربوي).‏

وأضاف الحاج حسين أنه من خلال هذه النقاط الثلاث ( الثقة - المعرفة - القاعدة ) يتضاءل حجم المعاناة ويزداد العزم والتفاؤل وتتراكم الخبرة التي تؤدي إلى استرجاعنا لأبنائنا من عالم فوضوي تسوده خيبات الأمل إلى عالم مليء بالتفاؤل والأمل, فهذا الطفل يستحق منا الهدوء والصبر لنصل معاً لأهدافنا بشكل كامل وناجح.‏

الطفل التوحدي مسؤولية الأسرة جميعها‏

أكد الحاج حسين أن الطفل التوحدي هو مسؤولية الأسرة بكامل أفرادها التي يجب أن تكون مقتنعة بالنقاط التي تم ذكرها آنفاً, فالعمل الأسري مع الطفل ليس مقتصراً على الأم وحدها.‏

وألقى السيد عادل الدحين المدير الفني لمركز بيت السلام محاضرة حول التربية الجنسية لأطفال التوحد وكيفية التعامل مع التوحدي في سن المراهقة, بدأها بتعريف ( التربية الجنسية عند الأفراد التوحديين ) بأنها تهيئة الطفل التوحدي من الناحية الجسمية والاجتماعية والمعرفية لمواجهة مظاهر النضوج الجنسي التي تظهر في فترة المراهقة بحيث يكون سلوكه مقبولاً ومتناسباً مع قواعد وقيم المجتمع الذي يعيش فيه. ثم ذكر خطوات التهيئة بالجوانب والنواحي التالية:‏

1- الاتصال الجسدي المقبول: فالأسرة ( الأب - الأم - الأخوة - العمات - الخالات..) عادة ماتتمتع بعاطفة جياشة تترجم بالعناق والقبل والحضن وبهذه الصورة يمهدون للطفل قبول هذا النمط من السلوك, شرعوه له حتى وصل سن الرشد وبالتالي يجب أن يكون هذا النمط من السلوك مقنناً وخاصة مع الاقتراب من مرحلة البلوغ فالطفل التوحدي سيواجه صعوبة في قبول التحولات المعرفية في مرحلة المراهقة وبالتالي سيستمر هذا السلوك معه.‏

2- التنميط الجنسي والتدريب على الهوية الجنسية للطفل.‏

3- الحياء والخصوصية.‏

4- تسمية أعضاء الجسد.‏

وختم الدحين محاضرته بشرح المشكلات الجنسية التي تعترض الطفل التوحدي في فترة البلوغ أهمها:‏

لمس أشخاص من الجنس الآخر بطريقة غير ملائمة,خلع الملابس بصورة علنية بسبب عدم الدراية بالقواعد والضوابط الاجتماعية, لمس أعضائهم الجنسية وممارسة العادة السرية.‏

معاناة الأهالي‏

وعن أهمية الملتقى بالنسبة لأهالي التوحديين التقينا السيدة لينا خضور الأم لفتاة توحدية تبلغ 17 عاماً التي قالت: إن الملتقى يعتبر جسر تواصل بين الأهالي والمركز ووسيلة لتبادل الخبرات مع بعضهم البعض وزيادة الوعي والاطلاع على ماهو جديد, إضافة إلى أن الطفل التوحدي يحتاج لتعامل خاص من خلال برنامج لمتابعة التوحدي يوضع بالاتفاق مع المركز وأهم شيء في هذا البرنامج هو الروتين حيث يجب احترام روتينه والتمسك فيه من حيث ( أكله - نومه ).‏

من جهته تحدث السيد حسام دهمان أب لطفل توحدي يبلغ من العمر 6 سنوات إن الملتقى هو الحل الوحيد لمعرفة كيفية التعامل مع الطفل التوحدي ووسيلة لتواصل الأهالي مع بعضهم البعض, كما أن هناك صعوبة بنقل الأفكار للطفل التوحدي الذي يتقن لغة خاصة به وبين الأهل الذين لايعرفون هذه اللغة, وأشار دهمان إلى أن حالات التوحد كثيرة والمراكز قليلة, كما اقترح والد الطفل وجود عيادة للتوحديين في كل مشفى.‏

من جانبها أشارت سمر غراوي عن المعاناة التي مرت بها كأم لطفل توحدي يدعى (مهاب) وهي الآن كغيرها من الأهالي على بر الأمان في مركز متخصص بالتوحد هو بيت السلام الذي صنعه أهالي الأطفال التوحديين بتجمعهم لأجل أطفالهم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية